بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
البعض يقول : إن الميزان والعقاب والعذاب إنما أعدت للكافرين وليست لنا !
في حين أن الإمام زين العابدين (ع) يقول – كما ورد في المجلد الثالث من ( بحار الأنوار ) – ما مؤاده :
الميزان والعقاب يوم الحساب يختصان بالمسلمين سواء منهم من كانت أعمالهم حسنة أو سيئة (خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا) (سورة التوبة ، الآية 102 )..
أما الكافر فلا يحاسب لأنه لا يملك من الحسنات شيئاً حتى توزن بسيئاته (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا )(سورة الكهف ، الآية 105 ) .
وردت في ( تفسير النيشابوري ) قصة ذلك الفتى الذي ذهب إلى (الكتاب) سالماً معافى ، غير أنه عاد وقد أصيب بالحمى وارتفعت درجة حرارته ، ثم ارتمى في الفراش ، فساله أبوه عما جرى له ؟ فقال : لقد شرح المعلم لنا اليوم هذه الآية (فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الوالدان شيباً) وإني خائف من هذا اليوم .
وأخيراً يموت الفتى ، فجلس الأب على قبر ولده وينتحب ويقول : أي ولدي العزيز ، إنك بفطرتك الطاهرة وقلبك الرقيق قد تأثرت بالقرآن إلى هذه الدرجة ، فكيف بأبيك ذي القلب الأسود ، أليس عليه أن يموت من الخوف ؟!
يروي أن حالة من الحيرة تستمر أربعين سنة قبل موقف الحساب . تُرى ، ما الذي سينزل بنا عند حافة القبر ؟! هل سنصاب بالبهت والذهول ؟
فيا أيها الحريصون على صون كراماتكم وحياءكم ، هلا فعلتم شيئاً ليوم قيامتكم غداً ؟ ألا تخجلون من النبي (ص) ومن علي وفاطمة (ع) ؟!