في تاريخ تطور النوع البشري ، مر الإنسان بمراحل عديدة إبتدئها كقاطف ثمار، ثم كصياد، وبعد ذلك تحول لمزارع ، وهكذا حتى إبتدء في تنشئة المجتمعات الصغيرة ، تطورت هذه المجتمعات وأصبحت مدنًا، وكلنا نعلم بعض المعلومات عن بعض الحضارات، كالحضارة البابلية أو الفرعونية أو القينيقية أو الكنعانية ، بعضها حضارات حديثة إلى حد ما بالنسبة للأخرى ، ولكن هناك حضارة مميزة جدا تعتبر من أهم الحضارات التي أقيمت على الأرض منذ القدم وهي الحضارة اليونانية ،التي حكمت العالم من خلال غزوها التقدمي آنذاك عن طريق العقل ، وهي تشابه إلى حد ما من ناحية الإنتشار ولكن بشكل أقل حضارتنا الحديثة المبنية على العولمة، ما يميز هاتين الحضارتين في تاريخ الإنسان منذ وجوده أنهما قلبتا المعايير في العالم وغيّرتا زاوية النظر . أقيمت الحضارة اليوناينة مبنية على تجمع عدد من المدن وهي المدن اليونانية الشهيرة وأهمها أثينا ، كانت هذه المدن عبارة عن مراكو حضارية لمجموعة من البشر كونوا مجتمعات مدنية وقوانين تحكمهم، عاشت هذه المدن في نوع من الرفاه ولكن مع تعطش كبير للمعرفة . فامتدت من ما قبل الميلاد وإلى ما بعده بمئات السنين ، أساس هذه الحضارة كان علماء الطبيعة والفلاسفة ، وهم في حينها كانوا الشخص ذاته يبحث الأمرين ، وبما أن الفلسفة هي أم العلوم فلقد درست الطبيعة والرياضيات والفيزياء وقدمت نظريات مذهلة لا تزال صامدة حتى اليوم ووضعت قوانين فرضت نفسها من خلال قوتها البرهانية علميا ، كان أهم الفلاسفة والعلماء في هذه الحضارة ، هيرقليطس ، أبيقور ، أفلاطون ، فيثاغورس ، سقراط ، أفلاطون ، وأرسطو . كل إسم من هذه الأسماء له بصمة أسست للعلوم الحديثة ولا زالت كما هي كقانون فيثاغورس في الهندسة ، أو تم البناء عليها كفلسفة أبيقور التي تم بناء الفلسفة المادية النفعية عليها . ولكن يبقى الأهم والأشهر أفلاطون وأرسطو ، وضع أفلاطون قوانين سياسية واجتماعية وفلسفة تحاول تفسير الوجود بنتاج عبقري من الأعمال التي لازالت حتى الآن هي نبراس الفلسفة رغم أنها أصبحت كلاسيكية ، بينما وضع أرسطو قوانين للطبيعة والفيزياء وحاول كإستاذه أفلاطون تقديم فرضيات لتفسير العالم ولكن أهمية أرسطو القصوى تكمن في وضعه لعلم المنطق ، والذي بنيت عليه كل العلوم الحديثة . عدا عن أن العلوم التي قام هو باكتشافها والعمل عليها استمرت قائمة ككتب مقدسة لمدة 500 سنة