افتتح الشاعر اللبناني " نعمت قازان" محل بيع الأحذية . فدخل عليه صاحبه الشاعر " توفيق غضون " مهنئاً ومباركاً ، فتلقاه "نعمت" بوجه بشوش وشكره على زيارته إياه . لكن " توفيقاً "أصر على أن ينال حذاءً هدية ، وأعلن أنه لن يغادر المحل إلا بهذه الهدية التي طلبها ... فابتسم " نعمت " ورضخ للأمر ، فاختار " توفيق " هديته وحملها ، وقبل المغادرة قدم له صاحب المحل ورقة مطوية وهو يودعه ففتحها " توفيق" قبل الخروج ، فقرأ فيها بيتين يقول فيهما:
لقـد أهـديت توفيقـاً حـذاءً
فقال الحاسدون : وما عليه؟
أما قال الفتى العربي يوماً
شبيـه الشيء منجذب إليه ؟
لم ينبس " توفيق" ببنت شفة ، لكنه أخرج ورقة من جيبه وكتب عليها :
لو كان يُهدى إلى الإنسان قيمتُه
لكنت أستأهل الدنيا وما فيها
لكـن تقبلت هـذا النعـل معتـقـداً *
أن الهدايا على مقدار مهديها
مبارك عليكم شهر الخير والبركة
تقبل الله طاعاتكم