بالصور تعرف على حيوانات العصور القديمة مع معلومات عنها



الأرض كتاب تاريخ مغلق على أسراره، لا سبيل لقراءته إلا عبر الغوص فى لحمه وروحه، وروح الأرض الحية فى نفوس كائناتها تحمل عبق حياة زاهرة ذاخرة لها امتداد لآلاف أو لملايين السنين، ولحمها تكشفه الحفريات ويفض أسراره الجيولوجيون، والذين كشف بحثهم المتوصل عن أن الأرض شهدت عصورًأ جغرافية ومناخية ممتدّة وصعبة الظروف للغاية.
فى تلك العصور، انتشرت العديد من أنواع الحيوانات، والتى كان مصيرها جميعًا إما الانقراض أو التطور إلى ما آلت إليه بعض الحيوانات الحالية، ويعتبر أشهر حيوانات تلك العصور: الديناصورات وأفيال الماموث، واللذين عاشا فى العصرين: الجليدى والجوراسى.
فالعصر الجليدى هو العصر الذى غطّى الجليد فيه سطح الأرض لملايين السنين، والعصر الجوراسى (Jurassique Age) الذى كان قبل 205 ملايين سنة، كانت الأرض فيه عبارة عن كتلة واحدة، وأخذت فى التباعد خلال العصور التى تلته حتى وصلت لحالتها الحالية، ولكن ما زالت القارات تتزحزح حتى الآن بمقدار 1,25 سنتيمترًا كل سنة، ويتوقع علماء الجيولوجيا أن تعود القارات كتلة واحدة مرة أخرى فى العقود الزمنية المقبلة.
و لذلك يظل العصران: الجليدى والجوراسى، تمامًا كتلك المغارات المغمورة والمطمورة فى باطن الأرض، والتى تكشف لنا الحفريات المتواصلة بشكل متتابع عن مكنونها، وبالتالى عن تفاصيل ملايين السنين من الحياة على سطح الأرض، وتفاصيل حياة فصائل الحيوانات التى ورثنا الأرض منها، واختفت هيا بعد أن ظلّت مالكة وحاكمة لهذا الكوكب لآلاف القرون.
الباروصور

الباروصورس”Barosaurus”اسم يعنى “السحلية الضخمة”، وهى تلك الديناصورات العملاقة آكلة الأشجار، والتى يتم تصويرها دائما فى أفلام الكرتون على أنها النوع الوحيد الطيب وسط عصر تميّز بالوحوش العملاقة آكلة اللحوم، وقد عاش “البارصور” فى أواخر العصر الجوراسى، منذ حوالى 150 مليون سنة، ويبلغ طوله حوالى 26 مترًا، وارتفاعه 6 أمتار، ويزن حوالى 20 طنًّا، ويصل طول رقبته إلى 8 أمتار.

عاشت تلك الديناصورات فى قارة إفريقيا، وكذلك فى غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وكان لرقبتها الطويلة فائدتان كبيرتان: أولاهما أنها تساعدها فى الحصول على غذائها عبر القدرة على الوصول إلى أوراق الأشجار العالية، تمامًا كالزرافة الآن، وأما الفائدة الأخرى لها فقد تمثّلت فى قدرتها على حماية “الباروصور” من أى هجوم يمكن أن يتعرّض له، حيث لم تكن الديناصورات المفترسة الأخرى قادرة على اللحاق بها، بسبب رقبتها الطويلة التى تستطيع تحريكها فى كل مكان بحرية تامّة.
طائر الأركيوبتركس

هو نوع من الطيور ذوات الأسنان، والتى تقع فى المنتصف بين طائفتى الزواحف والطيور، وذلك لأنها تجمع بين صفات الطائفتين، إلا أن هذا الطائر يُعدّ أبو الطيور، حيث إنه أول طائر يظهر له ريش، إلا أن له أيضًا خصائص شبيهة بالسحالى، كامتلاكه لذيل عظمىّ طويل.

يُمثّل هذا الطائر الطور الانتقالى بين الديناصورات والطيور، حيث كان يشبه الدجاجة الضخمة، وقد عاش خلال الفترة “الجوراسية” المتأخّرة، وكانت أحجامه تتراوح ما بين الصغير والكبير إلى درجة ملحوظة.

تمّ العثور على أول أحفورة له عام 1860 ميلاديًّا، وتتالت بعد ذلك الأحافير، إلى أن وصل العدد الذى تم العثور عليه من هذا الطائر إلى تسعة هياكل عظمية وريشة واحدة، ولكن لا يزال النقاش حوله يدور بقوة حتى الآن، حول ما إذا كان طائرًا شجريًّا أم أرضيًّا لا يجيد الطيران بشكل جيد.
الماموث

تعنى كلمة “ماموث” فى اللغة الإنجليزية القديمة، الضخم أو الكبير، حيث كان يبلغ ارتفاع هذا النوع من الأفيال ما لا يقل عن 5 أمتار، وتترواح أوزانه ما بين الخمسة والثمانية أطنان، إلا أن الذكور قد تتجاوز هذا لتصل أحيانًا إلى 12 طنًّا، وهو يتبع فصيل الفيلة، وكان يعيش فى أوروبا الوسطى، حيث لحق بالإنسان وعاصره فى سيبيريا.

وقد عثر العلماء على حفريات لـ “الماموث” فى جزر كثيرة، منها جزر القناة فى كاليفورنيا، وجزيرة سردينيا المتوسطية، وكذلك فى جزيرة “وارنجلط” فى شمال سيبيريا، ويعود سبب انقراضها الغريب إلى انتهاء العصر الجليدى، فقد كانت كبيرة الحجم ويغطى أجسادها صوف كثيف حتى تتحمل الجليد ودرجات البرودة الشديدة، والتى تصل إلى ما تحت الصفر بدرجات عديدة، إلا أنها اختفت تمامًا بانتهاء العصر الجليدى، وليس بفعل صيدها المتواصل من الإنسان كما يُشاع لدى البعض، وكأنها خلقت لهذا العصر الجليدى بالتحديد، وربما بسبب هيئتها وشكلها لم تستطع تحمل درجات الحرارة المرتفعة فى العصور اللاحقة، وبالتالى لم تستطع التكيّف مع الحياة بشكلها الجديد، فانقرضت بشكل كامل.

القط سابر

هو قط ضخم شبيه بالنمور، من فصيلة القطط مدببة الأسنانوآكلة اللحوم، وتُعدّ من فصيلة “السنوريات” ذوات الأسنان السيفية، ويُعرف أيضا باسم “بسمايلون”.

كان يتغذى هذا القط على الحيوانات الضخمة منها الثور الأمريكى، وقد يتغذّى حتى على صغار “الماموث”، وأحيانًا على البالغ منها، ويبلغ طول أسنانه 18 سنتيمترًا، وكان له عدة منافسين من الحيوانات المفترسة الأخرى، مثل: الذئاب الرهيبة، والدب العملاق قصير الوجه، ودب الكهوف، وأسد الكهوف الأوروبى الذى يُعدّ أكبر منه حجمًا بنسبة 50 بالمئة تقريبًا، وهو على الأرجح أقوى منه أيضًا.

القط “سابر” لم يكن أقوى الحيوانات فى ذلك الوقت، إلا أنه كان يعتمد على سرعة الضربة الفتاكة، وعلى تناول غذائه قبل وصول منافسيه، فكان يهاجم باستخدام أسنانه الطويلة الفتاكة، قابضًا على حناجر فرائسه ليقتلها فى ثوانٍ، إلا أن عضّته فى حدّ ذاتها لم تكن قوية، بل كانت شبيهة بعضّة الكلب.

كانت القطط المسيّفة الأسنان هذه تزن نحو 750 باوندًا، أى ما يزيد على 350 كيلو جرامًا، وكانت لها بنية قوية كالأسود، إلا أنها كانت شبيهة بشكل أكبر للنمور، حتى أن العلماء اطلقوا عليها اسم “النمور مُسيّفة الأسنان”، ولم تكن تلك القطط تمتلك ذيولاً طويلة كالنمور والأسود حاليًا، ولهذا السبب تحديدًا كانت تفقد توازنها فى أحيان كثيرة، ولم تكن تستطيع الجرى لمسافات طويلة أو بشكل كبير.