قصة ولادة الامام المنتظر (عجل الله فرجه)
ونحن نعيش ذكرى ولادة الامام الثاني عشر المهدي المنتظر(عجل الله فرجه) حيث ولد (عليه السلام) في منتصف شهر شعبان المعظم فكانت ولادته ولادة الخير وولادة النور وسنذكر في هذا الموضوع قصة ولادته(عجل الله فرجه)، وفي الحقيقة ان قضية الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) هي قضية انسانية قبل ان تكون قضية دينية او اسلامية فهو (عليه السلام) يحقق العدالة الالهية لجميع البشر ويجعلهم يعيشون حياة سعيدة ملئها الخير والاطمئنان والرفاهية وهذا ما اكده لنا جده المصطفى (صلى الله عليه واله) بقوله(قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلا من أهل بيتي يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا. *عن حكيمة بنت محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن - على بن أبي طالب (عليهم السلام)، قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: ياعمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة والحجة وهو حجته في أرضه، قالت: فقلت له: ومن امه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هوما أقول لك، قالت: فجئت، فلما سلمت وجلست جاء ت تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت: ماهذا ياعمة؟ قالت: فقلت لها: يا بنية إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة قالت: فخجلت واستحيت فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلي الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة، ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلت ونامت قالت حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر فاذا أنا بالفجر الاول كذنب السرحان وهي نائمة فدخلني الشكوك، فصاح بي أبو محمد (عليه السلام) من المجلس فقال: لاتعجلي يا عمة فهاك الامر قد قرب، قالت: فجلست وقرأت الم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذا انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: أتحسين شيئا؟ قالت: نعم ياعمة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك، قالت: فأخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به (عليه السلام) ساجدا يتلقي الارض بمساجده فضممته إلى فإذا أنا به نظيف متنظف فصاح بي أبو محمد (عليه السلام) هلمي إلي ابني ياعمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلي لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال: تكلم يا بني فقال: أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الائمة (عليهم السلام) إلى أن وقف على أبيه، ثم أحجم ثم قال أبو محمد (عليه السلام): ياعمة اذهبي به إلي امه ليسلم عليها وائتني به، فذهبت به فسلم عليها ورددته فوضعته في المجلس ثم قال: ياعمة إذا كان يوم السابع فأتيا قالت حكيمة: فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد (عليه السلام) وكشفت الستر لاتفقد سيدي (عليه السلام) فلم أره، فقلت: جعلت فداك مافعل سيدي؟ فقال: ياعمة استود عناه الذي استودعته ام موسى موسى (عليه السلام) قالت حكيمة: فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال: هلمي إلي ابني، فجئت بسيدي( عليه السلام)وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الاولى، ثم أدلي لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أوعسلا، ثم قال: تكلم يابني، فقال: أشهد أن لا إلا إله الله وثني بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الائمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى وقف على أبيه (عليه السلام)، ثم تلا هذه الآية: " بسم الله الرحمن الرحيم (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " قال: موسى فسألت عقبة الخادم عن هذه، فقال: صدقت حكيمة.
(كمال الدين وتمام النعمة)