هذا السؤال فكر فيه الإنسان منذ القدم ، حيث كان يسأل العلماء انفسهم سؤالا بسيطا مفاده انه لو أحضرنا قضيبا من مادة معينة أو عنصرا معيناً و قمنا بقسمه إلى نصفين ، ثم أخذنا أحد النصفين الناتجين و قسمناه إلى نصفين ، ثم أخذنا أحد النصفين في التقسيم الثاني و قسمناه نصفين ، و هكذا إلى عدد كبير جدا من المرات، حيث نقوم في كل مرّة بتنصيف النصف الناتج من المرة التي قبلها، فيكون السؤال هل سنصل إلى حد لا يمكن التقسيم بعده أم أن التقسيم ممكن إلى ما لا نهاية !!

كان الطرح فلسفياً إلى حد بعيد أكثر مما هو علمي ، و لكن مع مرور الأيام أصبحت تلك الأفكار هي الشغل الشاغل لأكبر علماء الفيزياء و الكيمياء!!

كان هناك نظريتان قديماً ، إحداهما تقول لا مانع من الإستمرار حتى ما لا نهاية ، و الأخرى تقول لا بد من الوصول إلى وضع لا يمكن التقسيم بعده و تكون تلك الكمية الناتجة هي الوحدة الواحدة من مكونات ذلك العنصر و تسمى الذرة!! و كان ذلك قبل إكتشاف الذرة علميا و لكنه كان مجرد فرض ما لبث أن ثبتت صحته !!

فمثلاً لو كان ذلك القضيب من حديد و كنا على مقدرة من تقسيمه بالشكل السابق لكنا قد وصلنا في النهاية إلى ذرة واحدة من الحديد لا يمكن تقسيمها إلى ما هو أصغر منها.

و لكن بعد إكتشاف الذرات و تطور الفيزياء الذرية، عرف العلماء أنّهم يمكنهم تفتيت الذرة و عند ذلك لن يبقى عندنا عنصر الحديد فالذرة هي أصغر قطعة من العنصر حتى يبقى محافظا على خصائص العنصر ، أما بعد تفتيتها فإننا ندخل العالم ما دون الذري.

دون الذرة يوجد البروتونات و النيوترونات و الإلكترونات ، و قد كان يعتقد أنّ الإلكترونات هي أصغر الجسيمات في الكون ، و لكن حتى يومنا هذا لا زال العلماء يكتشوفن جسيمات أصغر بكثير جدا (أصغر بمليارات المرات ) من الإلكترون ( علماً أنّ كتلة الإلكترون هي 9 مضروبة في 10 مرفوعة للأس -31 كغم ) مثل النيوترينو و الغلوون و غيرها حيث أن كتلة تلك الجسيمات تؤول إلى الصفر ( و لكنها لا ينبغي أن تكون صفراً حسب نسبية آينشتين )، فتأمل!!!