لكلّ شخصٍ منّا برجٌ خاص به يرتبط بشهر ميلاده، ويقال بأنّ أصحاب كلّ برج يتّسمون بسماتٍ معيّنة، فما مدى صحة ذلك؟ وكيف تؤثّر الأبراج على نفسيّة محبّيها؟


تعتبر الأبراج حقيقةً مواقع فلكيّة لها عدّة أسماء، ويظهر كلّ برجٍ في وقتٍ معيّن مختلفٍ عن الآخر، وتعدّ ظاهرة الأبراج ظاهرةً قديمةً جدّاً، وانتشرت بشكلٍ واسع خلال العشرين سنة الأخيرة، بسبب انتشار وسائل الإعلام من صحف ومجلّات وتلفزيون.


ويرى الكثيرون أنّ الكلام الذي يكتب حول الأبراج يعتبر للتسلية فقط، ويعتمد في مجمله على دراسة سلوكيّات كلّ مجتمع على حدى، وما يحتاجه أفراد هذا المجتمع من أمورٍ عاطفيّة وماديّة وغيرها، وهذا ما يعني أنّ الأمر لا يخلو من العلاج النفسيّ فقط اعتمادا على سلوكيّات ذلك المجتمع؛ فلكلّ مجتمعٍ عربيّ أو غربي سلوكيّات وعادات وتقاليد، والكلام المكتوب يراعي هذه العلاقة ليس أكثر.


ويعتبر أحد اختصاصيي الأمراض النفسيّة والعصبيّة أنّ قراءة الأبراج ظاهرة غير صحيّة على جميع فئات المجتمع الذين يتوقون لمعرفة مستقبلهم، وأضاف أنّ ما يعانيه الشّباب تحديداً من أزماتٍ في العمل، وفي العاطفة، وأيضاً في التّواصل سبّب لهم الإرهاق اليومي، ممّا دفعهم إلى الهروب للأبراج بدافع التّسلية (حسب تعبيرهم) وبينما هو إرضاءٌ للنّفس ويعقبه تأثير نفسيّ لا شعوريّ سلبيّ بالإضافة إلى أنّ ذلك سيجعل الشّخص معتمداً فقط على ما يقال في الصّحف والمجلّات الّتي تتوقع الحظّ لسنة بأكملها، ويجعله مسيّراً لحياته اليوميّة.


يعتقد الكثير من الأشخاص أنّ الأبراج حقيقة ويجب الإيمان بها، وهذا يعدّ خطراً كبيراً، وتكمن الخطورة بشكلٍ أكبر عندما يقرّر أولئك الأشخاص الزواج ممّن تتوافق أبراجهم وإيّاهم، وتجنّب من تتنافر أبراجهم معهم.