الصبّار، وغيره من النباتات العصارية، ليس بغريب عن أي منا. وفي الحقيقة، تعد هذه الفصيلة تحديدًا من النباتات هي المفضلة لدي الكثيرين لأسباب لا تخفى على أحد؛ فهي لا تتطلب الكثير من العناية، وتقاوم كل شيء عندما تهجرها أو تنشغل عنها بالسفر، وكذلك يمكنها أن تتكاثر بسهولة بمجرد فصل شقفات وحيدة من أجسامها الخضراء النضرة وزرعها في إصيص آخر.
كما ترون، هذه نباتات مسالمة ستفعل كل، أو أغلب؛ ما تتوقعه من نبات ما بما في ذلك منحك بعض الثمار، كما هو الحال مع صبار التين الشوكي الذي نعشق ثمرته. كل شيء تقريبًا بالفعل تستطيع الصباريات فعله ما عدا شيء واحد بسيط: أن تبدو جميلة! هي ليست قبيحة إلى حد ملفت أو مزعج … فقط هي “عادية” و”أحادية اللون” و”مملة المنظر” لا أكثر! بالإضافة إلى أن مشهد الأشواك اللامعة المشهرة في وجهك يذكرك دومًا بأن تظل على مبعدة.
<
هكذا نجد أنه يمكن وصف الصبّار بأي شيء ما عدا أنه “لطيف”! إلا أن فكرتك هذه ستتغير تمامًا بعد رؤيتك لـ “مونيلاريا أوبكونكا”، وهو اسم جدير بشابّة حسناء لولا أنك قد قرات العنوان على الأرجح وتعلم حقيقته! رحبوا معي بالصبّار الألطف في العالم القادم من اليابان!

هاتان أذنا أرنب يحاول رأسه أن يخرج بالكامل تاليًا! وهو ليس أرنبًا رمزيًا كذلك … بل هو “أرنوب” لطيف أقرب لرسوم الكارتون المثالية!

كاواي!
صبّار مونيلاريا أوبكونكا Monilaria obconica، أو صبار الأرنب كما سنطلق عليه هنا، ليس نبتة يابانية كما لكم أن تتوقعون، ويمكن الحصول عليها في كل مكان آخر تقريبًا حول العالم لكن اليابانيون هم من نقلوا الاحتفاء بتلك النبتة وتعظيم جمالها إلى مستوى آخر تمامًا، حتى أنهم استزرعوا منها فصائل بألوان أخرى كالأحمر والأزرق فصارت لا تُقاوم … حرفيًا!


سبب انتشار هذه الأمور وانطلاقها من اليابان تحديدًا هو أن لدى اليابانين ثقافة خاصة منتشرة تدعى “كاواي Kawaii” وهي كلمة يابانية تعني جميل أو لطيف وتعبر عن كل ما له جاذبية سواء كان من الحيوانات أو البشر. في بعض الأحيان تستخدم كلمة “كاواي” لوصف الأطفال والنساء خصوصًا، والطريف أنه نادرًا ما تستخدم لوصف الرجال! لا رجال لطيفين على ما يبدو كما اكتشف اليابانيون! أصل الكلمة نفسها مشتقة من كلمة (顔 映 し) والتي تعني الوجه المشع أو البشوش باليابانية.
هكذا لكم أن تتصوروا كيف كانت مهمة صبّار مونيلاريا أوبكونكا سهلة ويسيرة في جذب انتباه محبي كاواي باليابان الذين وقعوا في هيام النبتة الصغيرة الآتية من عالم الأحلام. التغريدة التالية قام أكثر من 32 ألف ياباني بإعادة تغريدها وتحوي صور لصبار الأرنب اللطيف الذي زرعه أحدهم هناك!
فقط هناك نقطة “غير لطيفة” هنا. فصبار مونيلاريا أوبكونكا يبدو أقرب ما يكون إلى شكل الأرنب عند بدايات التبرعم المبكرة أثناء شق القشرة الخارجية للبذرة. بعدها ومع مرور الوقت، تبدأ أذنا الأرنب في الاستطالة والنمو إلى الحد الذي يختلف معه الشكل المحبب الصغير ليصبح أقرب لأذني ثعلب أو “مستذئب”! هذا قبل أن تتفرع الأذنان إلى فرعين منفصلين تمامًا ليختفي كل وأي شيء عن وجود شيء ما كأرنب بالسابق!




على أية حال، يمكنكم تجربة بذور صبّار الأرنب أو مونيلاريا أوبكونكا المتوفرة على مواقع الشراء الإلكتروني حول العالم، مثلebay أو banggood بأسعار زهيدة. لكن تذكروا أنه وكما هو الحال مع كل شيء لطيف وصغير، لن يمر الكثير من الوقت حتى يتحول الأرنب الصغير إلى كتلة خضراء عصارية “مملة” “أحادية اللون” ضخمة.