هناك ذلك السؤال الفلسفي والمؤرق: كيف كانت ستبدو الحيوانات في عالم لعبة ماين كرافت Minecraft؟
لعبة ماين كرافت لمن لا يعرفها، على الرغم من صعوبة هذا الافتراض، هي منصة لعبة تعتمد على ناحية الإبداع لدى اللاعبين، حيث توفر إمكانية بناء أبنية مختلفة باستعمال مكعبات ورسومات و ألوان متنوعة في عالم ثلاثي الأبعاد. و القاعدة هنا هي أن عليك أن تبني مأوى لك قبل أن يحل الظلام وتظهر الوحوش، وهناك كذلك إمكانية حفر داخل المنجم الخاص للحصول على الألماس وتطوير الشخصية.
<

تعتبر هذه اللعبة من أكثر الألعاب المفضلة للناس سواء الصغار أو حتى الكبار لبساطتها، حيث تجاوز عدد اللاعبين فيها 56 مليون شخص في العالم بينما اشتراها أكثر من 19 مليون شخص في كل دول العالم أما الأشخاص الذين يلعبونها بنسخة مقرصنة فتجاوز عددهم 37 مليون شخص في العالم! بالرغم من هذه الشعبية الكبيرة التي دفعت العملاقة مايكروسوفت لشراء اللعبة من المطور الأصلي بملغ خرافي يبلغ ملياري دولار أمريكي، إلا أن هناك العديد من الاتهامات والتحذيرات الموجهة إلى اللعبة باعتبارها تنمي العنف لدى الأطفال؛ ما دعى دولًا مثل تركيا مؤخرًا إلى حظر اللعبة.
وبعيدًا عن الغوص أكثر في عالم ماين كرافت وشخصياته وطريقة اللعب داخلها، فما يهمنا هنا في هذا المقال هو تناول طريقة الرسوميات الشهيرة التي يظهر بها وعليها كل شيء داخل اللعبة وهي رسومات البيكسل والمكعبات الهندسية المميزة لألعاب الفيديو القديمة. كيف كانت لتبدو الحيوانات على اختلاف أشكالها لو تخلت عن انسيابية أجسامها وأشكالها الطبيعية التي نعرفها واستبدلتها بنمط أجسام لعبة ماين كرافت؟ المصمم أديتيا آريانتو Aditya Aryanto حاول الإجابة على هذا السؤال من خلال سلسلة أعمال فنية بعنوان “ماين كرافت في العالم الحقيقي”.



أجسام كل ما يعيش على سطح هذا الكوكب هي النتاج المباشر والصريح لتأثير الجاذبية التي تحكم كل شيء، بما في ذلك أجسامنا نحن البشر كذلك. هكذا، لن نجد أشكالًا هندسية تامة في الطبيعة مطلقًا، لأن الصراع بين ما تفرضه الجاذبية وغيرها من عوامل الفيزياء على عالمنا مع ما يتوجب أن تقوم به أجسامنا من وظائف وما تطورت إليه لا ينسجمان على طول الخط. والنتيجة هنا هي أن أجسامنا وأجسام كل شيء آخر عضوي هو التعريف الحقيقي للكمال! دعكم من الأشكال الهندسية والزوايا الحادة، فبها لن نملك فرصة للبقاء على قيد الحياة يومًا آخر!











كما ترون، هذه أجسام غير عملية على الإطلاق وإن كانت مغرية وجميلة المظهر! لا تسألني كيف يمكن لنمر أن يصطد غزالة بهذه الأرداف والأكفال المربعة! أو كيف يمكن لأرنب تباعدت عيناه على جانبي رأسه المكعب أن يرى العالم كما ينبغي للهروب من مفترس ما!
مع هذا، تبدو الفكرة محببة و”لطيفة” رغم كل شيء. قد لا تراها كذلك، لكن صدقني هناك الملايين الآخرين من مهووسي ماين كرافت الذين يغرقون كليًا وحرفيًا في عوالم اللعبة المتشابكة والمترامية الأطراف! وقريبًا سيمارسها الملايين عبر تقنية الواقع الافتراضي المعزز، وحينها ستجد مثل هذه الحيوانات الغريبة حولك في منزلك أو في الشارع حتى بينما تسير!