...
سوف أصـنـعُ لـي فـتاة مـن دمـائي
كــي تـقـدسني وتـبـكي عـنـد مـوتي
دون زيـــف
ســــوف أصــنــعُ لـــي فــتـاة
مـــــن دخـــــان ســجـائـري
لـتـلمَّ عــن وجـهـي غـبار الاغـتراب
وكــي تـقـيني مــن مـكـابدة الـنزيف
ســـوف أصــنـعُ لـــي حـبـيـبة
تـفـهـم الـوطـن الــذي أشـقـى بــه
وأخــصُّـهـا بـالـشـعـر والـحـمَّـى
اســمّــيــهــا : نــــضــــال
) إنَّ هــذا الاســم أقــربُ مـن دمـي (
***
قــد قـلـتُ يـومـاً : هـكذا تـلدُ الـمدينةُ
مـــــن قــذارتــهـا غـــبــاراً
! كــــــي تــسـمّـيـه دمـــــاً
فـتـلـفَّت الـوجـهـاء حـيـث أشــرتُ
ثــــم تـنـاقـشـوا فـــي الــلـون
والـــلـــغـــة الــبــذيــئــةِ
والـــــــرغــــــيــــــ ف
كـــم تـبـعد الأشـيـاء عــن لـغـتي
وأنـــــت تــغــادريـن دمــــي
إلـــى أقــصـى تـفـاصيل الـنـقيض
تـتـسـللين إلـــى نــوافـذ غـربـتي
وتُـهـيئين الـقـبر مــن أجـلـي لأرقُـدَ
فــــــــــي ســـــــــلام
كــم يـبـعد الـشـعراء عــن ألـحـانهم
كـــي يـكـتـبوا أشــيـاء أخـــرى
لا تــــخـــصُّ الــعــاشــقـاتِ
إذن
سـأعـلن فــي الـمـدينة عــن حـياتي
ثــــــمَّ أخـــــرج عـــاريــاً
فـــــي هــيــئـة الأطـــفــالِ
كــي أجـد الـبراءة فـي ثـياب الأنـقياء
أكـــذا نــمـوت - كــمـا ولـدنـا -
! عــاريــيـن مـــــن الــبـكـاء؟
* * *
إنــــــه وطـــــن جــمــيـل
رغـــم الـتـنـاقض فـــي أزقــتـه
ولــكـن كــيـف يـمـكـن أن أعــودَ
إلـــــــــى الـــســـمــاء؟
فــأنـا غــريـب عـــن دمـــي -
إنـــــــــي غـــــريــــب
والآن قد أدركتُ بعض خصائص الكون الرحيب
فــــلا مــفــرَّ مـــن الـحـبـيبةِ
سـوف أصـنعها لـتكتب عـندمـي نـثراً
وتـصـنع ثـورةً لـلحلمِ والـوطن الـحبيب
ســـوف أصــنـع لـــي حـبـيـبة
ســـوف أصــنـع لـــي وطـــن
الصادق الرضي