ســـــتــــجــــد أنـــــك أقـــــوى مـــمـــا تـــعـــتـــقــد بـــكـــثـــيـــر!!
قال إنه يشعر بالضعف، إن المواجهة صعبة، إن النور يؤذي العين، وإن التعامل مع الجديد يخيف القلب الذي لم يتعود على التغيير!
قلت له: ارفع رأسك وابحث عن ذاتك، ستجد إنساناً آخر في داخلك أقوى منك أضعافاً مضاعفة، ستجد روحاً فولاذية في كل واحد منا، لكن المهم أن يكتشفها، أن يعطيها الفرصة!!
كل المراكب تحتاج إلى ربابنة، فالبحر لا يرحم أحداً، والأمواج العالية لا تمارس المزاح، والرياح لا تخبئ في قلبها شيئاً من الرحمة، والبحار لا تتبع البوصلات، بل العكس هو الصحيح، فالبوصلات تتبع البحر كما يقول الشاعر الهائم منذ زمن بعيد!
الربابنة هم ملح الأرض، ملح البحر، بيدهم يخطون الحدود بين الموت الذي تحدثه العواصف، ودفء القلوب والطمأنينة التي تنشرها الخبرة بعلم البحر! وبين هذا وذاك يغضب البحر، وتتمرد الرياح ويزداد الليل سواداً لكن قلب الربان الماهر صنعته حجارة لا تلين، وخبرة بالبحر لا تخاف البحر!
قلبك ربانك فلا تترك للعبث طريقاً نحو ذاكرتك، وقلبك بوصلتك فلا تفكر في أن تبدأ الرحلة من دون بوصلة، والسفن تختلف في أحجامها وإمكانياتها ولكنها تقاس بعنفوانها وارتفاع هامتها نحو الشمس.
ارفع هامتك وابحر وستجد أن الدنيا أجمل مما تتصور، ومارس مهمتك في آن تكون رباناً يخافه البحر، وتحسب له الأمواج ألف حساب وستكتشف أن الصواري أقوى من الريح، وأن البحارة الأوفياء لديهم قدرة مستمرة على تحدٍ لا تحدّه حـدود!
تذكر أن الغياب يعني الظلمة، فكن حاضراً، فحين يغيب القمر تتساوى الأشياء جميلها وقبيحها، لا ندرك الفرق بين حالة الولادة وصرختها وبين حشرجة الموت!
السفن يهزها الربان الضعيف فكن قوياً، يهزها غياب الهيبة فلا تمارس الخفة، تحتاج إلى خشونة يد البحار، فاخشوشن قليلاً!
اعقلها وتوكل.. وستجد أنك أقوى مما تعتقد بكثير!!