عجبي وهل تدري لماذا اعجب
صار البلابل شدوها لا يطرب
وترى حمارا ذو نهيق مقرف
تصغي له الاسماع فهو محبب
ماذا جرى للناس في اذواقها
تركوا الزلال وللاجاج تعببوا
وغدا الوضيع منافسا اهل العلى
بل راح من كأس الزعامة يشرب
يأمر وينهى والزمان يطيعه
والناس من طمع لوده تطلب
وبقى شريف القوم يبدو خائفا
يخشى على ماء الكرامة ينضب
أين المروءات واين بريقها
أشجارها يبست وراحت تحطب
أمست هراءً في زمان ضياعنا
فيه لضرع الكذب جلنا يحلب
الربح يا اسفاه صار قياسنا
خير العلاقات اذا بها تكسب
والجار امسى خائفا من جاره
ألا أذا جاراه فيما يرغب
وترى الخؤون للامين محاسبا
وهو الذي في كل حرف يكذب
هذا زمان فيه قد شاب الفتى
والطفل من هول الخديعة ينحب
فيه ترى السراق تلبس سندسا
والمخلصين بكل بالٍ جلببوا
سرقوا رغيف الخبز من أفواهنا
عاثوا فسادا في البلاد وخربوا