كثر الكلام منذ عقود عن علاجات الصلع المختلفة، التي باءت جميعها بالفشل، وأخذت منحىً تجارياً أكثر منه علاجياً، حتى دفعت كثيراً من الرجال للاستسلام للأمر الواقع، أو التوجه للعمليات الجراحية.
لكن بعد اليوم، قد يختلف الأمر على كثير من الرجال، فقد كشفت دراسةٌ جديدة أن كريماً أو مرهماً قد يظهر لعلاج الصلع أو لإيقاف تحوِّل الشعر للون الرمادي، وفقاً لتقرير نشرته لصحيفة التليغراف البريطانية.
الأمر المثير بالقصة، أن هذا الاكتشاف حصل بالصدفة، أثناء قيام علماء أميركيين بالبحث عن كيفية تكوّن أورام سرطانية معينة، ليكتشفوا الخلايا المسؤولة عن تكوين الشعر وتحوّله للون رمادي.
إعلان
يقول الدكتور لو لي، الأستاذ المساعد في الأمراض الجلدية بجامعة جنوب غرب تكساس الطبية الأميركية: “نأمل بهذا الاكتشاف أن نتمكَّن في المستقبل من صنع مركب موضعي أو نقل الجين الحيوي لبصيلات الشعر بأمان، لحل تلك المشاكل التجميلية”.
الدراسة التي نشرتها مجلة Genes & Development العلمية الأميركية، اكتشفت أن البروتين المسمى KROX20، المرتبط بشكلٍ أكبر بتطوُّرِ الأعصاب، موجودٌ في خلايا الجلد التي تكوِّن جذع الشعرة.
وأضافت الدراسة: “تنتج هذه الخلايا الأرومية، أو السلفية، بعد ذلك بروتيناً يسمى عامل الخلايا الجذعية SCF، وهو أساسيٌ في صبغ الشعر”.
فعندما نَزَعَ العلماء تأثير جين SCF في خلايا الشعر السلفية بالفئران، تحوَّل لون الشعر للأبيض. وعندما نزعوا تأثير الخلايا المنتجة لبروتين KROX20، توقف الشعر عن النمو وأصبحت الفئران صلعاء.
يعرف العلماء جيداً أن الخلايا الجذعية داخل منطقة الانتفاخ الموجودة في بصيلات الشعر هي المسؤولة عن تكوين الشعر، وأن بروتين SCF مهم للخلايا الصباغية.
ووفقاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية، فما لم يكن العلماء يعرفونه تحديداً هو ما يحدث بعد انتقال تلك الخلايا الجذعية للأسفل، أو نحو بصيلة الشعر، وأي الخلايا الموجودة في بصيلة الشعر مسئولة عن إنتاج بروتين SCF، وأي الخلايا الموجودة بجذع الشعرة مسئولة عن إنتاج بروتين KROX20.
وأضافت الصحيفة: “إن وجدت خلايا تحتوي على بروتينات KROX20 وSCF نشطة، فهي تنتقل من بصيلة الشعر لأعلى، وتتفاعل مع الخلايا الصباغية وتنمو في شكل شعرات مصبوغة”.
ولكن في غياب بروتين SCF، اتخذ شعر الفئران اللون الرمادي، ثم تحوَّل للأبيض مع التقدم في العمر. وفي غياب الخلايا المنتجة لبروتين KROX20، توقَّف الشعر عن النمو أصلاً.
وقد يتسبَّب هذا الاكتشاف المفاجئ يوماً ما في صنع علاجاتٍ للصلع ولتغيير لون الشعر، وقد يفسر أيضاً سبب التقدم في العمر.