“لقد انتهى النضال الطويل للشعب السلافي بالانتصار.. إن شجاعتكم هزمت النازيين.. لقد انتهت الحرب”.. بهذه الكلمات، صدح جوزيف ستالين في الإذاعة السوفيتية؛ ابتهاجاً بانتصار جيوش الحلفاء على النازيين.
ومنذ الثامن من مايو/أيار عام 1945، تحتفل بريطانيا والولايات المتحدة بانتصارهما في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية بأوروبا، حيث يقوم سكان القارة العجوز في هذا اليوم من كل عام بوضع الأعلام، ابتهاجاً بذكرى الانتصار، الذي عُرف بيوم النصر في أوروبا.
وشهد الثامن من مايو/أيار، استسلام الألمان في من براغ، حيث سلم الألمان أنفسهم للسوفييت، بعد أن فقد الروس أكثر من 8 آلاف جندي في مواجهتهم الأخيرة.
أما في كوبنهاغن وأوسلو، وكرلشورست قرب برلين، وشمال لاتفيا، وعلى قناة جزيرة سارك، فاستسلم الألمان بعد وقف إطلاق نارٍ نهائيٍ، ليوقعوا بعد ذلك وثائق الاستسلام في برلين وألمانيا الشرقية.
الهاجس الأكبر للجنود الألمان
كان الهاجس الأكبر للجنود الألمان في هذا الوقت، هو الهروب من قبضة السوفييت؛ حتى لا يؤخذوا أسرى، لذا حاول مليون جندي ألماني إجراء ما يشبه هجرة جماعية إلى الجانب الغربي عقب انتهاء القتال في تشيكوسلوفاكيا، لكن تم إيقافهم من جانب الروس والقبض عليهم.
في الوقت نفسه، تم الإفراج عن 13 ألفاً من أسرى الحرب البريطانيين في ألمانيا وإرسالهم إلى وطنهم.
رغم استسلام الألمان في الثامن من مايو/أيار، فإن مواجهات ظلت مستمرة لليوم التالي، حيث خسر السوفييت نحو 600 جندي في مدينة سيليسيا البولندية أمام قوات الجيش الألماني قبل أن يستسلم الأخير، لذا يتم الاحتفال بيوم النصر في موسكو يوم 9 مايو/أيار.
اتخذ الروس نحو 3 ملايين أسير ألماني خلال الحرب العالمية الثانية، معظمهم تم أسرهم خلال تقدم الجيش الأحمر في السنوات الأخيرة للحرب، وتم جلب هؤلاء للعمل في الاتحاد السوفييتي خلال فترة الحرب وأيضاً في عملية التعمير بعد انتهاء الحرب، وبحلول عام 1950 تم الإفراج عن معظمهم.
وبحسب السجلات الروسية، فإن نحو 382 ألف أسير ألماني ماتوا في ظروفٍ صعبة بمعسكرات العمل الجبري التابعة لجهاز NKVD السوفييتي، فيما يتجه بعض المؤرخين الألمان إلى مقتل نحو مليون أسير ألماني خلال الأسر السوفييتي.
ووفقاً للكاتب جون ديتريتش، فإنه تم تسليم ما يزيد عن مئة ألف جندي من جانب الولايات المتحدة إلى الاتحاد السوفيتي، في مايو/آيار 1945، كـ “لفتة صداقة”.
مقتل 3 ملايين نازي عقب يوم النصر!
جندي روسي يحاول شراء عجلة مواطنة ألمانية بالقوة في برلين
يدّعي الكاتب والمؤرخ الألماني جايلز ماكدونوغ، مؤلف كتاب “بعد الرايخ”، أن الشعب الألماني تعرض لمذابح تفوق تلك التي ارتكبها النازيون في خصومهم؛ إذ يقول إن نحو 3 ملايين ألماني قُتلوا بشكلٍ غير ضروري بعد انتهاء الحرب.
ويدّعي ماكدونوغ أن هناك مليوناً قُتلوا في الأسر السوفييتي، فيما قُتل مليونا مدني، معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال نتيجة الأمراض والبرد والجوع والانتحار وجرائم القتل الجماعي.
وعقب انتهاء الحرب، وسيطرة السوفييت على برلين، قُدّر عدد النساء الألمانيات التي تم اغتصابهن على يد جنود السوفييت بنحو 100 ألف في برلين وحدها، بينما بلغ العدد 2 مليون في ألمانيا ككل، الرقم الذي تم استقراؤه منالسجلات الطبية الناجية من الحرب، لكنها ما زالت مثار جدل.