محمد جميل يقف مع والده
حيدر الجزائري/المربد
"منذ الصغر اشعر بالنمو والطول المتزايد والسريع، حتى بلغت مايفوق بقية عائلتي وقريتي وعشيرتي وجميع أصدقائي، وعند الثامنة عشر من العمر بلغ طولي مترين و12 سم كأطول شخص في الجنوب، وأطول لاعب رياضي في العراق، كما اني أصغر لاعب عمراً في الدوري الممتاز بكرة السلة ودخلت بذلك موسوعة غينيس".
هذا ماتحدث به للمربد محمد جميل من مواليد 1999، من اهالي قرية الصخريجة بناحية الامام القائم (الثغر سابقاً) التابعة لقضاء القرنة في شمال البصرة، مضيفاً انه مازال ينمو دون توقف، واستقر حتى الآن عند مترين و12 سم، ويرجع سبب النمو الى الوراثة وطول قامات عائلته خاصة من ناحية اخواله.
ويتابع "وللتأقلم مع طبيعة طولي انضممت قبل اعوام الى نادي القرنة لكرة السلة بطول متر و80 سم، وبعدها الى نادي نفط الجنوب، وهكذا أخذ طولي يتزايد بينما اتنقل بين الاندية حتى انضممت الى الفريق الوطني للناشئين وأحرزنا احدى البطولات في عمان، وبعدها انضممت الى نادي الجوية كمهاجم ومدافع (بيفد)".
ويؤكد بأنه دخل بذلك الطول موسوعة غينس للأرقام القياسية عام 2011 كأطول لاعب رياضي في دوري كرة السلة العراقي، وأطول كشخص عادي على مستوى الجنوب، وثاني اطول شخص على مستوى العراق، ولا ينافسه بالطول سوى "فيض العيساوي" من مدينة النجف الذي يصل طوله الى مترين و27 سم.
ويشير إلى أن منطقته ألفت طوله وبات أمرا طبيعيا، مستدركا بالقول "أعاني حينما أخرج إلى مركز قضاء القرنة، الأغلبية تنظر إلي بعين التعجب وهو أمر يحرجني، فيما يرغب آخرون بأخذ صورة معي كشخص بطول فريد"، مضيفا أن مدن أخرى مثل بغداد أو بقية مدن العام التي سافر إليها كان طوله أمرا طبيعيا وغير ملفت للجميع.
وعن ملابسه، يوضح أن الأسواق لاتوفر له المطلوب لذا يضطر للاستعانة بشركات عالمية معروفة تجهز ملابس بماركات خاصة على مقاسات أصحاب القامات الطويلة بعد حجزها بواسطة الانترنت، إضافة إلى أن الحذاء المطلوب لايمكن الحصول عليه إلا من خلال الاستيراد ضمن القياسات الخاصة حيث لايتوفر حذاء بقياس 47 لقدمه في الأسواق المحلية.
وبشأن المشاكل اليومية التي يواجهها، يقول إنها تتمثل بدخول أبواب الدور أو المحال وبالأخص باب السيارة فهي معاناة بحد ذاتها ولابد من انحناءات وطأطأة للرأس بشكل خاص ليتسنى الدخول بشكل طبيعي، مضيفا أن بعض سائقي سيارات الأجرة يعتذرون من نقله لصغر سياراتهم قياسا بحجمه وطوله.
ويوضح بان صحته جيدة جداً ولايعاني من آلام أو مشاكل صحية خاصة، وكل طموحه ينصب نحو الاحتراف في مجال الرياضة وتمثيل المنتخب الوطني لكرة السلة من أجل رفع اسم مدينة البصرة والعراق عالياً، ويشير إلى تلقيه عروضاً من أندية خليجية وأخرى محلية لكرة السلة قد ينضم إليها بعد انتهاء عقده مع الجوية.
وبشكل عام يتحدث الشاب محمد عن معاناة خاصة لأصحاب طويلي القامة في البصرة، حيث لايتوفر لهم البيئة المناسبة لاحتضانهم كرياضيين ولابد لهم منه الجهد والإصرار لإثبات قدراتهم في مجال الرياضة فقط الذي يعد فرصتهم الوحيدة خاصة في الانخراط بالأندية الرياضية السلوية المحترفة، فهم بحاجة الى الدعم اضافة الى التشجيع من الاهل والأصدقاء الذي كان سبب في نيل طموحه.
وبما يتعلق بشريك الحياة ضمن شؤون حياته المستقبلة، يبين انه لايفكر حاليا في الزواج قدر اهتمامه الكبير بتطوير قدراته وتحقيق آماله في المجال الرياضي، وفيما اشار الى ان خياراته في اختيار الزوجة محدودة نظراً لطوله الخاص، اكد وجود بعض المعجبات به ويناسبنه بالطول.
وفي ختام حديثه يؤكد انه قابل للنمو بشكل اكبر وقد يصل طوله الى رقم قياسي.