‏تعيسة في حياتك الزوجية؟ إليك الحل

لا شيء بينك وبين زوجك على ما يرام؟ تفتقدين لحظات السعادة التي عشتيها في بداية حياتكِ الزوجية؟ تحسين بأن سفينتك العاطفية تعترضها أمواج من المشاكل تجعلها تتخبط ولا ترسو على بر الى درجة أصبحت تفكرين بالانفصال؟

إن كان الأمر كذلك فننصحك بالتروي قبل اتخاذ قرار متهور، يمكن أن تندمين عليه فيما بعد لذا نقدم لك طرق ومهارات لمساعدتك قبل التفكير في تكسير العلاقة:

كان يا ما كان، في قديم الزمان

قبل الشروع في شرح الخطوات التي تساعدك على تحليل مشاكل حياتك العاطفية، ينبغي أولا أن تعرفي، بل و تتأكدي من أن
الحياة الزوجية السعيدة الدائمة لا تحدث إلا في نهايات حكايات الجدات.

أكد العلم في العديد من التجارب أن العقل البشري يوحي للزوجين براحة البال وصفاء الحال في السنوات الثلاث الأولى فقط، كتحفيز منه على الإنجاب. بانقضاء هذه السنوات، تبدأ بعض المنغصات في الظهور على السطح.

هكذا، تنقشع غمامة الحياة الوردية ويبدأ الزوجان في أن يطلعا على بعض التفاصيل التي لم يكونوا يلقوا لها بالاً في السابق. هنا تبدأ المشاكل.

الخطوة الأولى: جرد المتطلبات

لكي تتمكني من تحليل المشاكل التي تجعلكِ تعيسة في حياتك العاطفية والزوجية، يوصي الخبراء النفسيون بإخراج هذه المنغصات من خبايا النفس وتسطيرها حبراً على ورق حتى تتمكني من تقييمها.

اذن، خذي ورقة وقلما ودوني مختلف الحاجيات والمتطلبات النفسية والمادية التي لا تقدرين على إشباعها وبالتالي تجعلك غير مطمئنة وفي قلق دائم. أكتبي كل ما يخطر على بالك، الخطوة المهمة هنا تتركز في كون هذه العبارات إيجابية، بعيداً عن إلقاء اللوم والتوبيخ على الزوج أو على نفسك، فتصير الورقة مكاناً لتصفية الحسابات بدلاً من إيجاد الحلول.

بعد أن تجردي هذه المتطلبات التي لا يشبعها شريك الحياة، قومي بالتمييز بين تلك التي يمكنك أن تشبعيها بمفردك أو بمساعدة محيطك وأقربائك وتلك التي لا يمكن إشباعها إلا من طرف الشريك. مثلاً، إذا ترغبين في الخروج من البيت والترويح عن نفسك من روتين الحياة فيمكن القيام بهذا الأمر رفقة صديقة أو قريبة بدلاً من الزوج إذا كان لا يحبذ ذلك.

الخلاصة هي إلغاء فكرة أن شريك الحياة ملزماً إلزاماً باتاً في إشباع جميع رغباتك ومتطلباتك. فالزوج ليس مسكناً ينبغي تناوله كلما أردت أو شعرت بالحاجة لذلك. لذا ننصحك بمحاولة التخفيف من وطأة هذه الأمور على كاهل الزوج وأخذ المبادرة في القيام ببعض الأمور بمفردك أو رفقة الأصدقاء والأقرباء.

الخطوة الثانية: البحث في جذور البدايات

أنهيت جرد المتطلبات؟ تحتاجين في هذه الخطوة إلى الاسترخاء التام والراحة، لتتمكني من الغوص بشكل جيد في ذكرياتك. ينبغي لك أن تحددي بدقة مرحلة بداية هذه الأحاسيس، هل حدث ذلك قبل ارتباطك بزوجك أو بعد؟ هل هناك حدث أو مرحلة أو تغير ما عرفته حياتك الزوجية وجعلك تدخلين عالم الأحزان؟

سيساعدك تحديد تاريخ شرارات الإحساس بالقلق الأولى في التعامل الجيد مع هذه المشاكل وفهمها بشكل أوضح.

الخطوة الثالثة: هل تودين الاستمرار في العلاقة؟

في هذه الخطوة، تحتاجين إلى التعامل مع نفسك بجدية وصرامة، للإجابة على السؤال الصعب: هل ترغبين حقاً في الاستمرار مع شريك الحياة؟ هل ترين أنه بإمكانك العيش قربه في العشر سنوات القادمة؟

خذي الوقت الكافي و اللازم للإجابة عن هذا السؤال، تخيلي كل السيناريوهات الممكنة لحياتك، استعيني بورقة وقلم لتدوين كل الملاحظات و الإجابات المهمة.

الخطوة الرابعة: مواصلة الكفاح

إذا كانت إجابتك عن السؤال السابق هي: نعم، فيجب عليك أن تصلحي مجموعة من الأمور، وأن تبذلي بعض المجهودات للعودة بحياتك إلى وضع طبيعي وسعيد.

الزوجة تعد رفيقة عمر لزوجها، لذا فهي مطالبة بلعب أدوار مختلفة في حياته. هي الزوجة والصديقة، هي الأم الحنون والبنت البارة. فهل تعتقدين أنك تلبين جميع احتياجاته؟ فكري قليلاً في هذه الأدوار، ثم حاولي ترميم ما أصابها من خلل.

الخطوة الأخيرة: المصارحة والتواصل

التواصل هو مفتاح نجاح
الحياة الزوجية، وكل بيت لا يتواصل فيه الزوجان عرضة للانهيار والفشل.

ينبغي للزوجين أن يقتطعا من مشاغل الحياة بضعة دقائق خلال كل أسبوع، للتواصل والمصارحة. هي محطة لتقييم الأداء، والقيام بالصيانة قبل حدوث التصدعات.

يمكنك البدء في الحديث أو ترك البداية لزوجك، لكن المهم أن يتحدث كل واحد منكما عن الأمور التي لم ترق له خلال الأسبوع المنصرم: الكلمات الجارحة، التصرفات غير اللائقة وغيرها. مفتاح هذه الخطة هو فسح المجال لكل واحد ليفرغ ما بداخله دون مقاطعة، ثم تتبادلا الأدوار.

نعم تبدو هذه الفكرة صعبة إلا أنه تمرين هام و مفيد يصلح العواطف. يبين لكل واحد منكما نظرة الآخر لبعض التفاصيل التي قد لا يلقي لها بالاً، لتستمر الحياة بهدوء وتعيشا في تبات ونبات.