إجبار الأطفال على خوض المنافسات .. هل يفيدهم؟
في بعض الأحيان يكون دفع الأم للطفل نحو المنافسات نوعاً من التنافس مع أم أخرى لطفل آخر، ورغبة في إظهار أن ابنها أفضل من أطفال الآخرين. لكن تربوياً على الأبوين الانتباه إلى أن لكل طفل مهاراته وقدراته، ومن الخطأ توقع أن كل طفل قادر على أن يكون بطلاً، أو يحقق إنجازاً في منافسات رياضية أو لغوية أو فنية، وأن إجبار الطفل يمكن أن يكون وسيلة تساعده.
من وجهة نظر علم النفس التربوي، شاع في تسعينات القرن الماضي والسنوات القريبة التالية نمط خاطئ بين الآباء، وهو تحفيز وحث الأبناء على أن يكونوا نجوم تلفزيون وينضموا لدائرة مشاهير الفن. وأدى ذلك إلى انتشار برامج اكتشاف المواهب وتلفزيون الواقع، لكن النتيجة كانت وضع الكثير من الضغوط النفسية على هؤلاء الأطفال والشباب الصغار، والتشويش على أحلامهم الحقيقية، ودفع بعضهم نحو أحلام مصطنعة أو معلّبة.
ولا يعني ذلك أن كل من شارك في تلفزيون الواقع أو برامج اكتشاف المواهب تحطمت أحلامه، وتأثر نضجه النفسي سلباً بهذه المشاركة. ما يحذّر منه خبراء تربية الطفل هو دفع الصغار نحو طرق ومسارات تحول دون اكتشاف مواهبهم وقدراتهم الحقيقية. والأسوأ منها أن يكون الحافز المقدّم هو الشهرة والمال، وليس الإنجاز وتطوير القدرات وتنمية المهارات.
بعض الأطفال والشباب الصغار الذين يشاركون في برامج اكتشاف المواهب لديهم مواهب حقيقية تستحق الاهتمام، والظهور. الخطأ الذي يحذّر منه خبراء التربية هو إجبار الطفل، وتصوير أي تراجع منه أو خسارة باعتبارها أزمة أو كارثة تؤدي إلى انكسار قلب الطفل، واهتزاز ثقته بنفسه بدلاً من دعمها.