في بداية الصيف الماضي كان علينا التخلص من أشياء كثيرة فالبيت لم يعد يتسع لعائلتين بدأَ أبي وعمي بالتخلي عن الكتب وبعض الذكريات وقاما بأقتلاع الشجرة التي كانت وسط الباحة، في ذلك المساء ساءَ حال عمتي كثيرا وصرخت حتى بللت نفسها وتحدثت عن حريق وتشابك أيدي عن أظافر لا تنمو وعن تشوهات ؛
ولأنني الأنثى الوحيدة بين أبناء ذكور أخبرتني أن والدي يحب حرق الأيدي وأنه لن يترك أظافري تنمو كـ أي فتاة
لم يخطر في ذهني سؤال امرأة تمارس جنونها على الورق عن أي حريق تتحدث ولمَ تظن أن أبي سيفعل ذلك !
بعد شهرين من وفاتها عثرنا على كراس قديم خبأته بعيداً عن ألسنة النار التي أضرمتها في جسدها ، كان الكراس لطفل دَأْب على رسمتين وكان يكتب فوقهما بخط بريء أنا وأنت تحت الشجرة
لكن أبي وكـ اي ريفي غيور كان يتخلص من الشجرة التي تستظل بها الرسوم ومن خطوط أقلام الرصاص التي تتشابك على شكل أيدي حين يضرم النار في كراريس عمتي وصديقها '