معاملة الرجل للزوجة على أنها أم للأولاد ليس خطأ، بل تكريم لها وتقدير لعطائها، لقب الأم تفتخر به كل امرأة وتتمناه،لكن الفخ الذي يقع فيه معظم الأزواج أنهم يتجاهلون حاجة هذه الأم الى معاملتها كامرأة تحمل كماً هائلاً من المشاعر والأحاسيس،لذا من واجب كل زوج ان يتعامل مع زوجته كإنسانة ذات مكانة خاصة لديه لأنها شريكة حياته كلها وساكنة قلبه وعقله. هذا الكلام ليس للمجاملة فقط، بل هو من حقوق الزوجة الأساسية على زوجها، إن كان يريد لإستقراره وهنائه أن يعمرا.
إن تركيز بعض الازواج على التعامل مع زوجاتهم كأمهات لأولادهم فقط، يجعل الزوجة تشعر أن مكانتها في بيتها محفوظة من أجل الأولاد فقط، وعدا عن ذلك فلا مكانة لها، أي إنها عندئذ لا تختلف عن المربية ولا الحاضنة أو الطباخة، والأفضل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد، لأن الزوجة هي أحد طرفي أساس الأسرة والمؤسسة الزوجية، ورغم أهمية الاولاد ودورهم الكبير في نجاح الأسرة،إلا أن الذي يجب ألا ينساه الزوج هو الزوجة التي إختارها لنفسه وأحبها قبل أن تنجب له الأولاد.
ولايدرك كثير من الأزواج أن زوجاتهم «إناث» معجونات بكم من المشاعر والأحاسيس التي تبحث دائماً عن دفء الزوج وحنانه، بل يعتقدون أن الزوجة يجب أن تكون أماً تعمل على خدمة الأسرة وراحتها. وهذا «عين الخطأ» لأن الزوجة هي الحبيبة والشريكة والصديقة، وليس الماكينة التي تعمل ليل نهار على الانجاب والتربية والخدمة.
إن الزوجة في عالمنا العربي يغمرها شعور بأنها مهمة وقريبة من زوجها لأنها أم أولاده فقط، وهذا يولد لديها شعوراً بالأسى وعدم الرضا، لأن الزوج الذي اختارته شريكاً لعمرها ورفيقاً لمستقبلها لا يهتم لاحاسيسها وكيانها، واعتقادها هذا صحيح لأن معظم الرجال لا يدركون أهمية التعامل مع الزوجة كإمرأة و" أنثى ".