بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
يقع في قلب الإنسان إذا أقبل على الطاعة والعبادة والعلم بعض الوقت ورأى أنه يسير في طريق الصالحين , ويلتزم بسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم , قد يقع في قلبه الاستهانة بأهل الغفلة من العصاة والمذنبين , والساقطين في الشهوات , فتميل نفسه إلى تحقيرهم وازدرائهم , ويرى نفسه بالنسبة إليهم في مكان علي , فيعجب بطاعته ويغفل عن نواقصه , مع رؤيته لنفسه واستعظامها أمام عينيه , فيرى أنه أفضل منهم وأرقى مقاما لما هم فيه من الذنب والمعصية ..
وفي هذا الموقف محددات وتوجيهات هامة أذكرك لك أيها القارىء الكريم :
· احذر أن تنظر إلى العصاة فتراهم من أهل النقمة ثم ترى نفسك من أهل الرحمة , فتطمئن إلى عملك وتنسى تقصيرك في حق ربك وتغفل عن ذنبك وما قدمت من جرم في حق نفسك ومولاك
· الحب والبغض في الله أنهم يحبون المرء في الله بقدر ما فيه من طاعة الله , ويبغضون فيه معصيته لله سبحانه , لكن ذلك لاينبغي أن يدفع المرء إلى الغفلة عن نفسه وحاله ويسقط في سقطة الكبر والعجب بالطاعة مع السخرية من الآخرين .
· لا شك أن كل عاص هو متعرض لغضب الله عليه , ولكن ينبغي لكل عبد صالح أن يرج لهم الرحمة كما يرجوها لنفسه , بل عليه أن يدعو لهم الله سبحانه
· إذا كنت ولابد أن تكرههم لانكشاف معاصيهم لك ورؤية ما هم عليه, فكن لنفسك أشد كرهًا وأكثر استهانة؛ لأنك تعلم من نفسك التقصير أيضًا في حق الله.
فلنتذكر ذنوبنا وتقصيرنا في حق ربنا ونسأل الله الغفران