الحلة وساحة الصبايا
للمهندس وحيد شلال
في مطلع الستينات وفي وسط مدينة الحلة
ساحة هادئة كانت تطل عليها بناية مديرية الشرطة
وشارع المكتبات وجسر المشاة
كنت وما ازال اسميها ساحة الصبايا
اما اليوم فهي مزدحمة " بالبسطات " والبشر والقذارة
اليها هذه الأبيات :
**************************************بديعةٌ انتِ مثل الشمس والقمرِ
بل مثل ايامٍ لنا مرتْ بلا ضجرِ
مثل التواءات الفرات وصفوه
مثل التراتيل مثل الماء والشجر
مثل العيون الســود تأســـرناِ
مثل الصبايا خطفن القلب بالنظرِ
يا ويلتاه على الدنيا وما صنعت
نمشي عليها كما نمشي على الأبرِ
قد باعدت بيننا مشـــؤوم ازمنةٍ
هلا سألتِ لفيف الناس عن خبري
كنتِ المواعيد احلاها وابهجها
كنتِ لنا الملتقى من اوبة السفرِ
وكنت امسكُ ممساكِ اداعبه
كأنني ممسـكٌ بالأنجم الزهرِ
بـديعـةٌ كـل مـا فـيـكِ يـحيـّرني
بديعةٌ انتِ مثل الكون في نظري
واليوم صرت امرُ اليوم مندهشا
اراقب الجمع من ريفٍ ومن حضرِ
نمـرُ عجلى ونهديـكِ تحـيتـنا
كما يمرُ عليك الطير في حذرِ
نســائل الآن احجـارا وابـنيـة
ماذا تبقى لنا من امسـكِ العطرِ
تنهد السـوق وانهلت مدامعه
واحسـرتاه على مافات من عمري
جارت عليكِ يدٌ شـُلَت اصابعها
ترمي ثناياكِ بالأوسـاخ والقذرِ
وتنهش الأرض "بسـطات" واتربةٌ
آهٍ على انة الطابوق والحجرِ
فالبائعون على اصناف سـلعتهم
صراخهم يلذع الأسـماع كالشررِ
والمشـترون شـتاتٌ لا تجمعهم
سـوى العجـالـةِ او شـيءٌ من الكبرِ
تطوق الكف اسـراب الذباب كما
ويجذب السـاق اخدودٌ من الحفرِ
كان الهواء عليلا في معابرها
ويترك الروح في حلمٍ وفي خدرِ
احلى الاماسـي قضيناها بلا نصبٍ
ونقطع الليل بين الشـعر والسـمرِ
من ذا يعيد لروحي بعض بهجتها
من بعد ما غُمرتْ باليأس والكدرِ
وصرت أأمل منكِ الوصل ثانيةً
قد تمنح النفس آمالا يدُ القدرِ
ادعو من الله ان يحمي رعيتها
ويحفظ الحلة الفيحاء من ضررِ
ويمنح الخير ابناءً ويرزقهم
حلاوة العيش في وِرْدٍ وفي صَدَرِ