مشكلة العناد عند الأطفال
تشكو معظم الأمهات من مشكلة العناد عند الأطفال وعدم إذعانهم للأوامر، فتحاول الغالبية العظمى من الأمهات إجبار الطفل على الطاعة بالإكراه والعقاب، دون أن يعطين لأنفسهن أي فرصة لمحاولة معرفة أسباب هذا العناد أو عدم الرغبة في الطاعة، وما الأساليب الصحيحة للتخلص من هذه المشكلة، وهذا ما سوف نقوم بطرحه في هذا الموضوع
لا شك أن السنة الأولى من عمر الطفل هي مرحلة مهمة جدًا في تكوين نفسية الطفل، بل إن التكوين النفسي للطفل يبدأ منذ أن كان جنينًا في رحم أمه.
الطفل وخاصة في عمر ما بين 3 سنوات إلى 5 سنوات يكون قد بدأ مرحلة تكوين الشخصية والإحساس بالاستقلالية لذا نجده دائمًا يحاول معصية الأوامر والعناد المتكرر.
إذًا ماهي الحلول التي يجب على الأم اتباعها لتعويد الطفل على الطاعة والتخلص من مشكلة العناد عند الأطفال؟
لا شك أن الطفل عندما يطلب منه أحد القيام بعمل ما فإنه سيكون سعيدًا للغاية إذا تمكن من القيام بهذا العمل، وعدم قدرته على القيام بالعمل المطلوب منه وتأنيبه على ذلك سوف يولد لديه الشعور بالعجز وعدم الثقة في النفس، مما يزيد من عناده وعدم رغبته في الاستجابة للأوامر.
لذا عليكِ أيها المربية الفاضلة إتباع هذه الخطوات لكي تساعدي طفلك على الطاعة والتخلص من العناد:
- تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل
عن طريق مدح الطفل وتعزيز الشعور بالمسئولية لديه/ مثلًا أن تقولي لطفلك: أنت رجل كبير لذا لا يصح أن تلقي أغراضك على الأرض بهذا الشكل
- لا بد أن تكون الأوامر مناسبة للمرحلة العمرية للطفل.
فلا يمكن مثلًا أن أطلب من الطفل ذو 3 سنوات ترتيب الغرفة وهو لا يستطيع القيام بذلك، لأنه إن حاول القيام بهذا العمل وفشل سوف يولد ذلك لديه الشعور بالعجز، وخاصة إذا قامت الأم بتأنيبه على عدم قدرته على القيام بالعمل، لذا على الأم أن تحرص على أن تكون الأوامر مناسبة للمرحلة العمرية للطفل، (إذا أردت أن تُطاع فأمر بما يُستطاع)
- اختيار الوقت المناسب للقيام بالأعمال
يجب على الأم أن تختار الوقت المناسب الذي يكون الطفل فيه مهيئًا للطاعة، فلا تقوم مثلًا بطلب شيء ما من الطفل بينما هو مستمتع جدا باللعب بلعبته المفضلة، لأن ذلك سيولد لديه الشعور بعدم الرغبة في هذه الأعمال التي تحول دون استمتاعه بلعبته المفضلة، لذا ينبغي على الأم أن تقوم بتعويد الطفل منذ الصغر على تنظيم وقته، لأنها ستصبح عادة لديه عندما يكبر.
- استخدام أساليب الثواب والعقاب في تعزيز أو تثبيط سلوك ما.
من أهم الأسباب التي تساعد الطفل على طاعة الأوامر، بل وتجعل ذلك شيًئًا محببًا لديه هي استخدام أسلوب الثواب، فمثلًا عندما يقوم الطفل بإطاعة أمر ما لأول مره فعلى الأم أن تقوم بمكافئته على هذا الأمر، كأن تقدم له لعبه مفضلة مثلًا، أو الخروج للنزهة، في حين أنه إذا قام الطفل بعصيان الأوامر أو ارتكاب سلوك خاطئ فإنها يجب أن تستعمل معه أسلوب العقاب، ولا أعني بأسلوب العقاب أن تعاقبه بالضرب!، لا فالعقاب له أساليب عده غير الضرب، كأسلوب الحرمان مثلًا، كأن تحرمه من لعبته المفضلة مثلًا.
إذا قامت الأم بإتباع هذه الخطوات فلا شك أن مشكلة العناد عند الأطفال سوف تتلاشى تمامًا، وبل وستصبح الطاعة أمرًا محببًا لديه؛ لأنها تكسبه مزيد من الثقة بالنفس ومزيد من التعزيز الإيجابي.