مرَّت 105 أعوام على غرق أكبر سفينة في عصرها خلال رحلتها الأولى، وجميعنا يعرف القصة الشهيرة المتعلقة باصطدامها بجبل جليدي وسط المحيط الأطلسي الشمالي، خلال رحلتها من ساوثهامبتون البريطانية إلى نيويورك في الولايات المتحدة.
لكن صحفي أيرلندي يفترض سبباً آخر لغرق السفينة العملاقة التي كانت تعتبر “غير قابلة للتدمير”، وتضمنت فرضيته التي نقلها موقعThe News Minute وجود إهمال جنائي واندلاع حريق قبل الاصطدام بالجبل الجليدي.
إذ يقول الصحفي سنان مولوني، إن حريقاً هائلاً اشتعل على متن السفينة، ما سبَّب إضعاف هيكلها ثم غرقها وسط المحيط، وذلك بعد 3 عقود من بحوثه المضنية عن السبب الحقيقي لغرق تيتانيك.
فرضيته بناها على دليلٍ بسيط يتعلق بالصور التي التقطها كبير مهندسي السفينة قبل أن تُبحر، إذ يظهر بها علامات سوداء ضخمة بحجم يقارب الـ30 قدماً (9.144 متر) على الجانب الذي قيل إن السفينة اصطدمت منه بالجبل الجليدي.
كما عضد مولوني نظريته باعتماده على شهادة قال إنها لأحد رجال الإطفاء الذين شاركوا في عملية إخماد النيران، إذ أكد الأخير وقوع حريق في مستودع الفحم قبل أيام من التاريخ المفترض لإبحار السفينة.
المستودع الذي يعادل ارتفاعه 3 طوابق داخل سفينة تيتانيك كان ضخماً إلى الحد الذي جعل الحريق يستمر لأكثر من 4 أيام، دون القدرة على إخماده، وذلك بحسب ما أكده الصحفي في شريط وثائقي مدته 47 دقيقة، تحت اسم “تيتانيك: الدليل الجديد” بُث في يناير/كانون الثاني، من العام الجاري.
أما بالنسبة للإهمال الجنائي فهو بشأن التكتم على الأمر، إذ تقول الرواية إن رئيس الشركة المالكة للسفينة أوعز إلى كل مرؤوسيه بضرورة التزام الصمت حول الحريق.
فيما نقل الفيديو الوثائقي شهادة رجل الإطفاء بقوله: “منذ اليوم الأول الذي أبحرنا فيه كانت النيران مشتعلة على متن تيتانيك، ورغم ذلك أجبرنا الضباط على متن السفينة بالتكتم على الأمر”.
وملخص نظرية مولوني تقول إن النيران ظلَّت مشتعلة من 4 أيام إلى نحو أسبوع، بسبب مئات الأطنان من الفحم المخزنة بالمستودع، ما أضعف صلابة الهيكل، وإثر اصطدامها بالجبل الجليدي لم يقاوم هذا الجزء الصدمة، فتمزق بسهولة، لتغرق السفينة بعد تسرُّب المياه داخلها.
فيما يشير خبراء المعادن إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بجوار فولاذ هيكل السفينة يجعله هشاً، إذ تضعف صلابته بنسبة 75%، ومع العوامل الأخرى من الجليد والاصطدام كان منطقياً أن تغرق السفينة.
لذا كان مصير 1500 شخص من راكبي السفينةالموت، بينما كان مصير السفينة أن ترسو في عمق المحيط منذ العام 1912.