اشار ممثل المرجعية الدينية العليا، الجمعة، ان في ليلة الجمعة القادمة "النصف من شعبان المعظم" يقترن شرافة تلك الليلة من قبيل العبادة والمناجاة والتهجد لله تعالى بذكرى ولادة الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه)، مبينا انها تعد مناسبة عظيمة يعبر من خلالها محبو اهل البيت عليهم السلام عن ابتهاجهم وسرورهم بها ويؤدي الكثير منهم مراسم الزيارة في مدينة كربلاء المقدسة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (5 /5 /2017)، ان تلك الليلة تتزامن مع مناسبة اخرى عزيزة على قلوب الجميع تتمثل بحلول الذكرى السنوية الثالثة لدعوة المرجعية الدينية العليا في الرابع عشر من شعبان 1435هـ "القادرين على حمل السلام للالتحاق بالقوات المسلحة للدفاع عن العراق ارضا وشعبا ومقدسات امام هجمة عصابات داعش الاجرامية، والتي شهدت استجابة مئات الالاف منهم شيبا وشبابا للقيام بهذه المهمة العظيمة".
واضاف "نتوجه بالشكر والتقدير والاجلال والتعظيم لاعزتنا المقاتلين في قوات مكافحة الارهاب، ولواء الرد السريع، والجيش بمختلف صنوفه والشرطة الاتحادية، وحشود المتطوعين الابطال بمختلف مسمياتهم، على ما قدموه من تضحيات كبيرة وبذلوه من خلال صولاتهم الوطنية العظيمة لحماية العراق وتخليصه من رجس الارهاب الداعشي".
وتابع " انهم اذ يقومون في هذه الايام بتحرير الاجزاء المتبقية من محافظة نينوى" ندعو الى المزيد من التنسيق والتعاون بين مختلف القوات المشاركة بالقتال لتطوي سريعا الصفحات الاخيرة لتحرير هذه المحافظة العزيزة التي دفعت ثمنا كبيرا جراء جرائم العصابات الارهابية".
واوضح ممثل المرجعية الدينية العليا "اننا نعلم انهم يقدمون تضحيات جسيمة في سبيل الحفاظ على ارواح المدنيين الذين اتخذتهم عصابات داعش دروع بشرية، ولكن ليعلموا ان هذه التضحيات الغالية لن تذهب سدى، بل ستشكل اساسا متينا لوحدة هذا البلد ارضا وشعبا".
واكد الشيخ الكربلائي في الفقرة الثانية من الخطبة الى ضرورة ان يلتفت المحتفلون بمناسبة الولادة المباركة في النصف من شعبان الى ان المعركة المصيرية التي يقودها شعبنا والقوات المسلحة والمتطوعين قد سقط فيها عدد كبير من الشهداء والجرحى، كما انها خلفت اعداد متزايدة من الايتام والارامل والثكالى، وتسببت في نزوج اعداد كبيرة من المواطنين خارج مدنهم وقراهم، مشيرا الى ضرورة ان تكون مظاهر الفرح والسرور في الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة في حدود ماتنسجم مع الاوضاع الاستثنائية التي يمر بها البلد".
واوصى خطيب جمعة كربلاء جميع المحتفلين بان لا ينسوا في تلك الليلة العظيمة اخوانهم المقاتلين الذين لولا تضحياتهم لكانت افراحهم احزانا، داعيا الى تخصيص جزء من خطبهم واهازيجهم لتمجيد هؤلاء الكرام والاشادة ببطولاتهم والتعبير عن مواصلة مسيرتهم في التضحية والفداء حتى تحقيق النصر النهائي.
ودعا الشيخ الكربلائي في ختام خطبته الى ضرورة صرف جانب من الاهتمام والامكانيات لدعم المقاتلين في الجبهات ورعاية احوال النازحين والارامل والايتام والسعي للمزيد من الاعمال المقربة لله تعالى.