فى هذا الموضوع سوف نتحدث عن جانب خاص بتراثنا العربى والاسلامى
ولكنه هذه المرة من نظرة مختلفة
وهى علماء العرب والاسلام
القدماء والمعاصرون
ولا اريد الاطالة
ولنبداء مع أحد هؤلاء العباقرة
ولا اغالى فى قول عبقرى بل هو كذلك
بل هو أعظم من عرف التاريخ على الاطلاق فى مجاله
**********
اليوم مع
أبو موسى جابر بن حيان الأزدى
العالم العربى والكيميائى الشهير
عالم عربى مسلم يعتبر أعظم عالم كيميائى أنجبه التاريخ بلا منازع
ولد فى مدينة طوس احدى مدن بلاد خرسان عام 737 م الموافق 120 ه
وتوفى فى الكوفة (813 م - 198 ه ) وفى صباه انتقل الى بغداد فعاش فى قصور البرامكة وزراء الدولة العباسية ولما نكب هارون الرشيد البرامكة خاف على نفسه فهرب الى الكوفة وظل بها الى ان مات فى عصر الخليفة المأمون ...
كان أول من أستعمل ثانى أكسيد المنجنيز ليصنع منه الزجاج وعنه أنتشرت صناعة الزجاج النظيف و الملون الى كافة العالم ..
أثبت المؤرخون أنه أول من استحضر حامض الكبريتيك ويسميه العلماء الغربيون " أبا الاحماض " لانه أول من استحضر حامض النيتريك وأحماض اخرى ..
هو أول من اكتشف كربونات البوتاسيوم وكذلك كربونات الصوديوم وكلاهما له أهمية كبيرة فى الصناعات الحديثة وبعض الادوية ..
كشف كذلك الصودا الكاوية وأجرى تجارب عديدة على الزئبق واكتشف كل مركباته ونقلها عنه غيره من علماء الغرب كان علاوة على تبحره فى علوم الكيمياء فيلسوفا وله مؤلفات فى المنطق والفلسفة ..
وكان فى فلسفته ينزع الى التصوف ويحتقر المادة ومظاهر الحياة الجوفاء وكان يعتقد أن التكالب على المال هو سر شقاء الجنس البشرى ولذلك بذل جهودا كثيرة لكى يثبت أن الذهب لا قيمة له وأنه من الميسور تحويل بعض المعادن الرخيصة الى ذهب رنان وقد ألف فى ذلك كتابا أطلق عليه اسم " الرحمة " كذلك ألف كتابا أكثر خطورة وكان هذا الكتاب يبحث فى مختلف أنواع السموم ومنها سموم تقتل فى ثوان ويستحيل الوقوف أثرها فى الجسم كما شفع هذا البحث بأنواع الترياق المختلفة التى تعالج هذه السموم وكان عنوان هذا الكتاب " السموم ودفع مضارها " وهو من اندر مؤلفاته ويقولون ان عدد النسخ الموجودة منه فى العالم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ..
لقد أنصرف هذا العالم الفذ الى فنه الحبيب وهو الكيمياء لم تكن الكيمياء قبله علما بالمعنى المعروف انما كانت صناعة وخبرة تحتاج الى دراية ومرانة تستخدم فى التحنيط والتعدين والنسيج والصباغة وصناعة الزجاج وتحضير الزيوت والعطور وما اليها ..
لقد ثبت دعائم علم الكيمياء وهذب حواشيه وأوصى بدقة الملاحظة فيها ولقد ألف فى الطب و الرياضيات والفلسفة والكيمياء حتى لقد بلغت تاليفه ثمانين كتابا ولقد محص نظريات وأعمال من تقدموه وكان يوصى تلاميذه بالاهتمام بالتجربة وعدم التعويل الا عليها مع التدقيق فى الملاحظة وعدم التسرع فى الاستنتاج وفى ذلك يقول " وأول واجب أن تعمل وتجرى التجارب لان من لا يعمل ويجرى التجارب لا يصل الى ادنى مراتب الاتقان فعليك يا بنى بالتجربة لتصل الى المعرفة "
ويقول ايضا " ما افتخر العلماء بكثرة العقاقير ولكن بجودة التدبير فعليك بالرفق و التأنى وترك العجلة واقتف أثر الطبيعة فيما تريده من كل شىء طبيعى "
لقد عرف هذا العالم كثيرا من العمليات الكيميائية كالتبخير والتقطير والترشيح والتكليس والاذابة والتبلور والتصعيد حضر كثيرا من المواد الكيميائية وعرف خواصها مثل نترات الفضة وحمض الازوتيك وهو أول من لاحظ أن محلول نترات الفضة يكون مع محلول ملح الطعام راسبا ابيض وأن النحاس يكسب اللهب لونا أخضر ..
لقد ترجمت كتب هذا العالم الى اللاتينية وظلت المرجع الاوفى للكيمياء زهاء ألف عام وكانت مؤلفاته موضع دراسة مشاهير علماء الغرب أمثال جاكوب و هولمبارد و برثوليه وكراوس وجورج سارتون وتوفى عالمنا وهو فى التسعين من عمره بعد أن ترك أثارا علمية خالدة ما أجدرنا على نشر آثاره وحتى نثبت للعالم أننا أهل لان نكون ورثة هذه الحضارة العريقة ..
ومن أشهر مؤلفاته فى الكيمياء وأهمها كتاب " الخواص الكبير " وهو فى ستة أجزاء وكتاب " الايضاح "
لتدريس التشريح، وأخذ عهداً منه على أن لا يفعل ذلك إلا باحتراس وسرية، وذلك "خيفة الاصطدام بمعتقدات قديمة". وإلى هذا المعنى ذهب ابن النفيس، وقال في مقدمة كتابه "شرح التشريح": "وقد صدَّنا عن مباشرة التشريح وازع الشريعة، وما في أخلاقنا من رحمة".
وهذا الكلام رآه الدكتور سليمان قطاية دليلاً على قيام ابن النفيس بالتشريح، حيث يقول: من المعروف أن المؤلف يكتب مقدمة كتابه بعد الانتهاء من تأليفه، ولربما لاحظ ابن النفيس أن ما جاء في كتابه كان دليلاً على مزاولته التشريح، فوجد أنه من الأفضل والأنسب أن ينفي عنه التهمة من البداية، فكتب هذه الجملة، خاصة أن القلائل هم الذين سيقرأون الكلام برمّته، لأن النسخ منه قليلة.
ولقد استند "مايرهوف" "وشاخت" وغيرهما على هذه الجملة لنفي قيام ابن النفيس بالتشريح إطلاقاً.مؤلّفات ابن النفيسلابن النفيس مؤلّفات كثيرة نشر بعضها وما يزال بعضها الآخر حبيس رفوف المخطوطات لم ير النور بعد، من هذه المؤلّفات:
شرح فصول أبقراط، والمهذَّب في الكحل المجرَّب، الموجز في الطبّ، شرح تشريح القانون وهو من أهمِّ الكتب، وتبرز قيمته في وصفه للدورة الدموية الصغرى، واكتشافه أنَّ عضلات القلب تتغذى من الأوعية المبثوثة في داخلها لا من الدم الموجود في جوفه. ويظهر في الكتاب ثقة ابن النفيس في علمه؛ حيث نقض كلام أعظم طبيبين عرفهما العرب في ذلك الوقت، وهما: جالينوس، وابن سينا، غير أن أعظم مؤلَّفاته تتمثل في موسوعته الكبيرة المعروفة بـ"الشامل في الصناعة الطبية".
وكان ابن النفيس قد وضع مسودات موسوعته في ثلاثمائة مجلَّد، بيّض منها ثمانين، وهي تمثِّل خلاصة الجهود العلمية للمسلمين في الطب والصيدلة لخمسة قرون من العمل المتواصل. وقد وضعها ابن النفيس لتكون نبراسًا ودليلاً لمن يشتغل بالعلوم الطبية.
كان ابن النفيس إلى جانب نبوغه في الطب فيلسوفًا وعالمًا بالتاريخ وفقيهاً ولغويًا، له مؤلّفات في اللغة والنحو، حتى كان ابن النحّاس العالم اللغوي المعروف لا يرضى بكلام أحد في القاهرة في النحو غير كلام ابن النفيس، وكان يقضي معظم وقته في عمله أو في التأليف والتصنيف أو في تعليم طلابه.كتاباته الإسلامية:اهتمَّ ابن النفيس، شأنه شأن الكتّاب المسلمين وعلمائهم، بالعلوم الإسلامية، كالسير والأحاديث، وقد بقي من كتبه التي قيل عنها إنها كانت كثيرة، كتاب في سيرة الرسول(ص) تحت عنوان: "الرسالة الكاملية في السيرة المحمدية" وكتاب آخر في أصول الحديث تحت عنوان: "مختصر في علم أصول الحديث".
وله رسالة في علم الكلام عارض فيها كتاب أبو حيّان التوحيدي "حيّ بن يقظان"، وهذه الرسالة تحت عنوان "فاضل بن ناطق".
كما كتب ابن النفيس كتباً في الفقه، ولكنها كانت شرحاً على التنبيه للشيرازي.. غير أن المصادر التي أشارت إلى هذا الكتاب ذكرته اسماً ولم تحصل على نسخة منه للتأكد من ذلك.
ويقال إن ابن النفيس كتب في الفلسفة شرحاً لكتاب "الإشارات"، وآخر لكتاب "الهداية في الحكمة" للشيخ الأديب والرئيس ابن سينا، ونلاحظ أن معظم مؤلَّفاته كانت تصنيفاً وشرحاً للكتب الشهيرة.وفاتهوفي أيَّامه الأخيرة، بعدما بلغ الثمانين من العمر، مرض ستة أيام مرضًا شديدًا، وحاول الأطباء أن يعالجوه بالخمر، فدفعها عن فمه وهو يقاسي عذاب المرض قائلاً: "لا ألقى الله تعالى وفي جوفي شيء من الخمر". ولم يطل به المرض؛ فقد توفي في سَحَر يوم الجمعة الموافق (21 من ذي القعدة 687هـ = 17 من ديسمبر 1288م)