شاؤول ساسون
رجل أعمال، ينتمي إلى عائلة الخضيري ، والده ساسون الخضيري حاخام اليهود في العراق حينذاك.
تعرض للاعتقال عام 1968، على يد السلطة البعثية، دخل سجن قصر النهاية، وكان يرى أن من يدخل هذا القصر يتضاءل عنده الأمل.
في ذلك المكان المرعب، قضى شاؤول سنة كاملة، عانى من الاضطهاد الفظيع، حاول أكثر من مرة الانتحار.
يروي مشاهد مفجعة عن صور التعذيب التي تعرض لها الكثير من العراقيين، ومنهم رئيس الوزراء العراقي السابق عبد الرحمن البزاز .
كتب عن معاناته كتاباً بعنوان في جحيم صدام.
بلغ من العمر ثمانية وتسعين عاماً عندما أدلى بهذه الشهادة بتاريخ 3/12/2003 .
ولدت ببغداد وأبي كان حاخام .. وجعلني أدرس البدراش في بيروت .. تعلمت العبراني .. وصار لي مدة طويلة لم أمارسه فما أتذكر شيء سوى بعض الكلمات .
........................................
كنت أعمل عند محمد الدامرجي وكانوا يعطونني راتباً .. فقد أوقفوا الراتب .. ولم يعطوني إياه .. باعتباري يهودي .. جاء أمراً بتوقيفي وأخذوني ووضعوني في غرفة ..
دفعوا الباب عليّّ .. قالوا .. من هو شاؤول ؟ .. قلت : أنا .. قالوا البس ملابسك وتعال معنا وسنعود .. كان وضع زوجتي الصحي في ذلك الوقت متردياً .. حيث جلبت ابني زهير .. زهير جلبته عندي في البيت .. قالت زوجتي : دعوني أعطيه شيئاً يلبس !! قال : لا داعي لذلك فسوف نعيدها الآن .. أخذوني إلى قصر النهاية .. في طريق المنصور .. حيث كنت ساكن هناك .. أخذوا سيارتي وشدوا عيني وقالوا لأم زهير سوف نعيده حالاً .. ذهبنا إلى هناك .. أدخلوني في غرفة ..
دخلت في غرفة وشعرت بهذه المسافة التي مشينا .. ونظراً لمعرفتي بالمنطقة أنهم جاءوا بي إلى قصر النهاية .. من خلال المسافة التي مشيتها رغم أن عيني معصبه .
ذهبت إلى هناك .. وضعوني .. قالوا لي : اعترف .. قالوا لي : اعترف ، لازم تعترف بكل شيء ! قلت لهم ما عندي شيء !! قلت : ماذا تريدون أقول أنا حاضر .. ثم جاءوا بأنبوب وبداخله حديد .. وقاموا يضربونني .. أوقفوني أولاً يضربونني على رجلي وعلى رجلي الثانية كذلك .. سقطت على الحائط .. سقطت على الحائط .. اثنان من أسناني انكسرت .. اعترف ! رديت عليهم : قولوا لي ما أعترف .. قولوا لي : حسنا اعترف .. لكن كانوا يقومون بضربي بالجهتين .. رجلي هذه .. كذلك وقعت على الحائط .. كذلك سقط .. الحاصل .. تسعة أسنان أو عشرة أسنان
..........................................
قبل ذلك لما جلبوني بهذه الغرفة شعرت .. وقلت : لا أستطيع أن أعيش فيها .. الأرض ملآنة بالغائط والبول .. كيف أقدر أن أبقى هناك .. أخذت بضرب رأسي على الحائط بشدة محاولاً الانتحار ، بعد ذلك جاء أحدهم وقال لي : نام على بطنك .. نمت على بطني .. يضربونني بهذه .. بهذه الأنابيب .
.......................................
رأيت .. رأيت عبد الرحمن معلق .. وقد أشعلوا سلك بعودة كبريت .. صحت .. قلت .. هلو .. هلو .. هلو .. قلت هذا خطية .. ضربني مرة الثانية .. بعد ذلك .. نفس الشيء قلت .. ما هذه .. هذه مذبحة .. ليست للبشر .. هذه مذبحة حيوانات .. شيء يجنن .. لا أتصور أبداً .. شيوخ ، طلاب مدارس ، وزراء .. ماذا .. ماذا تريد ، علماء كانوا ببغداد كلهم معلقين في الجهتين .
.......................................
في نفس الوقت رأيت عبد الهادي البجاري .. قلت له : لماذا .. لماذا فعلت هكذا بي .. .. قال لي .. (شاؤول العفو مائة مرة العفو .. جبروني .. جاءوا بزوجتي ليفتعلوا بها أمامي .. إذا لم تقل.. لقد أجبرت أن أقول) .. قلت : إذا كانوا يأتون بزوجته ويغتصبوها أمامه .. قلت خطية ..
.........................................
أعتقد رأوا شيئاً .. حيث أردت أن أشق رأسي وأخلص .. لم أعد ب استطاعتي التحمل .. الشيء الذي رأيته لم يره أحداً ولا يمكن أو يوصف بالأخص بالمقبرة التي أدخلوني بها أول الأمر .. لا يوجد .. شيء يجنن .. شيء يجنن .. لا يصدق .. لا يصدق أبداً .. والذي فعلوه بعبد الرحمن البزاز ، كيف هؤلاء بشر .. وكيف هذا أنا خرجت بسلامة .. لا أعرف بالقدرة .. يجوز هناك قدرة .. يعني .. أطلع لأقربائي وأحكي لهم .. هؤلاء الذين كانوا معي أرى جروحهم .. أويلي لم تغب أبدا عن بالي .