هل تتعرض للصدّ وترغب بالهرب والتخلي عن حلمك؟
لست الوحيد، فقد يكون هذا هو السبب الرئيسي وراء تخلي معظم الأشخاص عن تحقيق أحلامهم والمضي قدماً في تجسيد شغفهم على أرض الواقع.
ولتتمكن من تحقيق ذلك يمكنك أن تأخذ العبرة من قصة انطلاقة دان دولينغ في مهنته كعامل مستقل، والتي دونها على موقع “Elite Daily“، بعد أن واجه العديد من الانتقادات والصد الذي دفعه للانطواء على ذاته.



وقال دولينغ إنه لم يكن يدرك كيفية التعامل مع الأمر، حتى ظن أنه بمثابة متطفل على المجال الذي دخله. وبعد مرور وقت طويل، أصبحت إعلانات عمله تنشر في أفضل المواقع، وصار يمارس المهنة التي يحبها، إلا أنه ظل يتلقى الرفض من بعض الأشخاص.
ولم يمنع الرفض الذي يتعرض له دولينغ من التركيز على القيام بعمله ووضع أهداف يسعى إلى تحقيقها كأي شخص ناجح.
وتجدر الإشارة إلى أن الذي دفعني أن أتوخّى استراتيجية الاستمرار، هو كتب المؤلف الأمريكي الشهير، لويس لامور، التي حققت أفضل نسبة مبيعات في العالم، جعلت المدون يتبع استراتيجية للاستمرار. وتمكن هذا المؤلف من نيل الشهرة على الرغم من أن قصة واحدة فقط من جملة كل 20 قصة يرسلها، كانت تُقبل ويتمّ نشرها.
وقد أشار المؤلف لويس لامور في سيرته الذاتية، إلى أن الأمل هو الأمر الوحيد الذي جعله يمضي قدماً دون أن يفقد الثقة في نفسه. وبيّن المؤلف أنه وفقاً لعملية حسابية بسيطة، فإن تكرار المحاولات ستفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق المراد، نظراً لأنه من غير المنطقي أن يكون مصير جميع هذه المحاولات الفشل.



وقال لويس لامور “طالما أنني ما زلت أتحلى بأمل أن يتم قبولي، فإن الفشل لن يجد إلى عزيمتي سبيلاً”.
ومن الضروري أن يستثمر المرء وقته ومواهبه بطرق مختلفة، وعليه التوقف عن “احتقار الذات” والتقليل من شأنها. ولا بد أن نحرص على التفكير بطريقة إيجابية وذلك حتى نتمكن من تطوير ذواتنا وتنمية مهاراتنا.
فإذا كنت تبذل قصارى جهدك، فمن الطبيعي أنك ستحقق في النهاية نجاحاً باهراً، ولا داعي للقلق بشأن ما يظنه الآخرون عنك لأنهم بكل بساطة لا يتحكمون في مصيرك. ومن هذا المنطلق، كل ما عليك فعله هو القيام بعملك والحرص على الاستمتاع بذلك.
لا تشعر بالسوء حيال نفسك

إذا شعرت بأنك لم تعد قادراً على مواصلة الطريق وأنك لا بد أن تتخلى عن كل شيء، فعليك حثّ عقلك وتدريبه على التفكير بإيجابية. ومن المهم أن تبذل المزيد من الجهد حتى تتقدم في حياتك وتقطع أشواطاً أخرى لتبلغ سلّم النجاح.
قد يبدو للبعض أن المجهود الذي يبذلونه غير كاف لتخطي تلك المرحلة، لكن عندما يصل المرء إلى طريق مسدود، فإن تلك المحاولات من شأنها أن تخلق نقطة تحول جوهرية في حياته.
ستجد نفسك تخطو شيئاً فشيئاً نحو تحقيق النجاح ولن تستطيع أي عقبة الوقوف في وجه طموحك. علاوة على ذلك، كلما راودتك أفكار سلبية حول فشلك، سخّر المزيد من الجهد وثابر على العمل حتى تتمكن من تحقيق الهدف الذي تطمح إليه. كما أنه كلما اعتراك شعور سيئ حيال نفسك، حاول القيام بأمر من شأنه أن يعيد إليك ثقتك بقيمك ومبادئك ويبعث فيك الأمل.
الجهد هو الحل

باختصار، تكمن الإجابة على كيفية التعامل مع الرفض في بذل المزيد من الجهد لتطوير نفسك.
ويقول دولينغ “لقد قُوبلتُ في بداياتي المهنية أيضاً بالرفض، لكن ذلك لم يدفعني للبحث عن “حفرة” لأختبئ فيها وأتمنى الموت. على العكس تماماً، لم أتوقف أبداً عن محاولة ربط شراكات مع العديد من الأشخاص أو إيجاد عمل في إحدى المؤسسات، وبقيت أحاول مراراً وتكراراً ولم أستسلم أبداً للهزيمة”.
وتابع “ظللت طيلة تلك الفترة، أعمل على رفع معنوياتي وزيادة تقدير مهاراتي، حتى أصبحت الشخص الذي أنا عليه اليوم؛ كاتباً مشهوراً يتلقى العديد من العروض ويعمل معه محررون آخرون حتى يتمكنوا من الاستجابة لكثرة الطلبات. والجدير بالذكر أن سر نجاحي يعود لمواصلتي تعزيز ثقتي بنفسي وهو ما ساعدني على تخطي المحن وتذليل الصعاب”.
وذكر المدون مثلاً هندياً قديماً، يعرف “بمثل الجد والصبي الصغير”، حيث قال الجد لحفيده: “لكل شخص ذئبان يعيشان داخله، أحدهما طيب والآخر شرير”. فسأل الصبي جده، “أيهما سيتفوّق على الآخر؟”. فكان جواب الجد إن “الذئب الذي تغذيه أكثر من الآخر هو الذي سيتفوّق في نهاية المطاف”.
وعملاً بالمثل الهندي، اعملوا على تغذية الذئاب التي تسكن ذواتكم، سواء كان الذئب واثقاً في نفسه، أو ذكياً، أو غنياً أو سعيداً. وإذا عوى داخلك الذئب الذي يردد دائماً، “أنا ضعيف مسكين”، فاتركه ليموت جوعاً، دون أن تنسى أن الشيء نفسه ينطبق على الذئب الكسول أو اليائس أو ذلك الذي يتسوّل الاهتمام من الآخرين.