مخاطر بعض أنواع البلاستيك على الدماغ
تتأثر المواد البلاستيكية بالحرارة العالية وقد تذوب بعض جزيئات البوليمر في المادة الغذائيةتنبهت العديد من دول العالم إلى المشاكل الصحية والبيئية الخطيرة التي تترتب على استخدام البلاستيك لحفظ ونقل المواد الغذائية، وتعزى مخاطره إلى مكوناته الأساسية، المونومرات الأحادية والتي يمكن أن تتبقى في البلاستيك بشكل غير مرتبط ، كما تعزي تلك المخاطر إلى المضافات والمحسنات الكيميائية التي تخلط مع البلاستيك لإكسابه المرونة أو القساوة أو اللون أو لمقاومة درجات الحرارة العالية.
وفي دراسة أجريت مؤخرا من قبل فريق طبي متخصص بقيادة ( تيبورهاجيسزان ) من كلية الطب بجامعة يال في نيو هيفين بولاية كونيتيكت الأمريكية ، اعلن عن اكتشافهم لمخاطر جديدة ناجمة عن استخدام البلاستيك بشكل مكثف في حياتنا اليومية .
هذه المخاطر تعود إلى استخدام مادة BPA ( Bis – Phenol A ) وبشكل كبير في صناعة الحاويات البلاستيكية المخصصة لحفظ الطعام والشراب ، حيث تبين انه يتسرب من تلك الأوعية البلاستيكية تراكيز منخفضة من مادةBPA والتي بينت التجارب المخبرية وبشكل قاطع مقدرة هذه التراكيز على إلحاق أضرار في وظائف المخ لدى فئران التجارب .
ومادة BPA المستخدمة في صناعة بعض الأواني والحاويات البلاستيكية ، تتميز بان روابط جزيئاتها غير مستقرة وتتأثر باختلاف درجة الحرارة ، مما ينجم عنه ذوبانها في المواد الغذائية التي تلامس تلك الأوعية ، أو ذوبانها في المحاليل الطبية والأدوية التي تحفظ في أوعية بلاستيكية يدخل في تركيبها تلك المادة.
التجارب التي قام بها الفريق الأمريكي والتي نشرت نتائجها في دورية الأكاديمية الوطنية مؤخرا ، بينت أن مادة BPA تؤثر وبشكل مباشر في نمو أدمغة الفئران التي تتعرض لها ، عن طريق إلغاء تشكل بعض الروابط العصبية في منطقتين رئيسيتين في المخ ، هما منطقة لحاء قرن أمون واللحاء الجبهي ، ومن المعلوم أن تلك الروابط العصبية تلعب دورا هاما في تعزيز حالة الإدراك والحالة المزاجية عند الإنسان .
جدير بالذكر أن الحد اليومي للأمان الحيوي الاسترشادي لتلك المادة ، والتي اعتمدتها سابقا وكالة الحماية البيئة الأمريكية قدرته بنحو 50 مايكرو غراما لكل كيلو غرام ، لكن في ضوء نتائج الدراسات الجديدة ، فقد يتم خفض هذا المعامل الآمن للاستهلاك الإنساني من مادة BPA .
إن تلك النتائج ، وما أسفرت عنه من ردود فعل متباينة لم تتضح معالمها في الوقت الراهن ، جاءت منسجمة مع القائمة الطويلة للمخاطر الصحية والبيئية التي تنتج عن استخدام البلاستيك في كافة شؤون حياتانا اليومية .