اشهر متاحف هولندا
تتجمع كبرى متاحف برلين في جزيرة المتاحف ( ميوزيوم سنسيل) ، تماما كما نجد أشهر المتاحف في واشنطن في الميدان الوطني ( ناشيونال مول)، وهو ما ينطبق على أمستردام حيث توجد عدة متاحف في ميدان المتاحف (ميوزي ومبلاين). ويعتبر أكبر متحف في أمستردام هو متحف الدولة أو كما يطلق عليه (رجكس ميوزيوم Rijksmuseum)، و يعد أحد أكبر المتاحف في أوروبا. كما يوجد هناك متحف الرسام (فان غوغ Van gogh) و متحف (ستتدليجك stedelijk museum) و قاعة (كونسر تهاوس).
كان متحف الرسام (فان غوغ) ينتمي إلى المتحف الكبير، ثم صار متحفا لوحده، و نجد في مقدمته المكان الذي كانت فيه لوحة (زهور الخشاش) التي سرقت. نفس الأمر بالنسبة لمتحف ( رمبرانت) الذي كان جزءا آخر من المتحف الكبير ، لكنه أصبح كذلك منفصلا عنه ، وفي مقدمته لوحة (رقابة الليل).أما متحف ( ريجكس) Rijksmuseum فقد تم تأسيسه في سنة 1800م بعد استقلال هولندا من قبضة نابليون بونابرت (Napoléon Bonaparte). كما شهد إصلاحات و ترميم لبعض أجزاءه سنة 2003م.
متحف ريجكس Rijksmuseum :
لفتة تاريخية: عند إفتتاح المتحف من طرف الملكة السابقة بياتريس ، لم تذكر قط دور المهندسين المعماريين الإسبانيين اللذان أعادا تصميم المتحف ، رغم إشارتها إلى العلاقة القوية التي تجمع بلدها بدولة إسبانيا ، ذلك أن إسبانيا كانت قد احتلت هولندا لما يزيد عن مائة عام.
الاستعمار الهولندي: ما عاشته هولندا تحت وطأة الاستعمار النرويجي و الإسباني كان له آثار سلبية على البلد، لكنها في المقابل كان لها إيجابياته كذلك ، فالنرويجيين كانوا من كبار البحارة في العالم وقدموا لهولندا تجربة ضخمة في هذا المجال ، وما زاد من مخزون هولندا الثقافي في الملاحة هو استعمار الإسبان و هم أول سكان أمريكا حينها.
في متحف (ريجكس) لا بد أن يثير انتباهك القسم الخاص بهولندا كدولة استعمارية ، فإلى جانب استعمارها لكل من أمريكا الجنوبية و بحر الكاريبي ، استطاعت أن تقوم باستعمار دولة اندونيسيا، خصوصا أنها تعتبر أكبر دولة أسلامية ، لذلك كانت الحرب بشكل أو بآخر حربا دينية قبل كل شيء بين المسلمين و المسيحيين ، وهو الأمر الذي يعترف به المتحف الهولندي.
بدأت هولندا حينها مخططها المنظم لنشر المسيحية عن طريق التجارة و انشاء شركات أخذت مع الوقت في التوسع ، ثم ما لبثت أن أصبحت طرقها استعمارية محضة ، ثم تطورت إلى أن شملت برامج و خطط دينية تعتمد على السياسيين و رجال الدين في نشر المسيحية. و هذا ما يعلل وجود جزر مسيحية في اندونيسيا ليومنا هذا.
يضم المتحف العديد من اللوحات الشهيرة كلوحة العبدة (فلورا) ، وتاريخها سنة 1784م، و لوحة (سوق في جاوه)، و تاريخها سنة 1825م و لوحات عن حالة التمرد سنة 1825م.
لوحات دينية: توجد في متحف ( ريجكس) لوحات ، وتماثيل مسيحية تمثل التاريخ الهولندي المسيحي. كما يوضح قسم المستعمرات الهولندية كل ما يخص الحركات و المنظمات المسيحية التي كانت تنشر المسيحية في اندونيسيا.
كاتدرائية دلفت : في هولندا العاصمة الإدارية هي أمستردام حيث يوجد متحف ريجكس ، بينما تعتبر روتردام حيث يتواجد أكبر ميناء في أوروبا العاصمة الاقتصادية ، في حين أن دلفت حيث توجد الكاتدرائية الأولى ، هي العاصمة التاريخية و الدينية في آن واحد.
في أسفل الكاتدرائية ، يدفن الملوك و الملكات فقط ولا يحق لأحد دخول المكان إلا وقت الدفن ، وهذا هو العرف منذ قرون ، كما توجد خريطة على حائط الكاتدرائية توضح ترتيب النعوش التي تكون جثامينها محنطة. و يغطي الكاتدرائية غطاء عملاق من الحديد.
تجارة العبيد : تؤرخ اللوحات في المتحف لفترة ليست بالهينة للاستعمار الهولندي في جزر الكاريبي (Caraïbes) ، حيث كانت السفن تحمل العبيد السود من غرب إفريقيا باتجاه غيانا الهولندية من الرجال و النساء و الأطفال المسلمين و المسيحيين. و قد غرق العديد من العبيد في تلك السفن نتيجة العواصف التي كانت تهب فجأة، فيما كان الهولنديين يستخدمون قوارب النجاة ، كان العبيد يموتون غرقا.
متحف فان غوغ (Van Gogh Museum) :
يقع متحف الرسام (فان غوغ) بين المتحفين العريقين (ريجكس) و (ستيدلجك). و هو للرسام الكبير فنسنت فان غوغ الذي كان ينافس الرسام رمبرانت في هولندا. يعرف فان غوغ برسوماته الخشنة و ألوانه القوية كما يعتمد طابعا متناقضا في جل لوحاته.
يذكر أن الفنان فان غوغ عانى طويلا من فترات اكتئاب و قلق و مضى سنوات في مصحة عقلية. لذلك لم يكن بالأمر الغريب أن يموت منتحرا عن سن يناهز 37 سنة فقط. و يضم المتحف العديد من الخطابات و التي كان يسرد فيها مشاكله النفسية و المادية.
(زواره) هي لوحة أخرى تزيين جدران المتحف العريق، وهي لوحة تظهر رجلا ذو ملامح شرقية جزائرية ، يرتدي ملابس فضفاضة يعرف بها سكان مدينة زوارة الجزائرية، ويقال أن الفرنسيين أعجبوا بهذا اللباس أثناء الحروب الأوروبية، التي ساعدهم فيها جنود جزائريين غير نظاميين.
متحف رمبرانت (rembrandt museum):
توفي الرسام رمبرانت قبل الفنان فان غوغ بمائتي سنة تقريبا. و لم تتعدى شهرة فان غوغ حينها هولندا و فرنسا ، أما رمبرانت فشهرته كانت عالمية. كل رسومات رمبرانت كانت ذات طابع ديني ، لكنها في المقابل كانت أكثر تعبيرا و دقة.
من لوحات رمبرانت (حارس الليل) ،( الفارس البولندي) ، (جاكوب) ، (الصلبان الثلاثة) و (الراهبة). رسم العديد من اللوحات ذات طابع يهودي كلوحة (عروسة يهودية) لاهتمامه بهم كأقليات في ذلك الوقت. كما اهتم برسم الشرقيين كذلك في لوحاته، كلوحة (ثلاثة رجال شرقيين) ، ( رجل وعباءة شرقية) و ( امرأة بغطاء رأس شرقي). لكن لوحاته لا توجد كلها في متحف رمبرانت بل توجد بعضها في متحف (لاهاي) و متحف (هرميتاج) في روسيا و لوحة في أحد متاحف واشنطن. وقد وقع الرسام على لوحاته بأسماء مختلفة كرمبرانت و رمبرانت هارمنزون أي إبن هارمن .