تَعلم مَا الإكتِئآب؟
هُو ان تَكون ضائعاً ثُغر ذَاتك ، لا تَفهمها و لا يُوجد مَن يَفعل.
هُو ان تَشعر طَوال الوَقت بِأنك لا تَنتمي ، لَست مُرحبا بِه و مَخلوق غَريب.
هُو ان تَكون ثِقة النَفس مَا تَحت الصِفر المِئوية ، هو ان تَكون غَصتك لا تُفارقكَ ، هُو ان السَرير مَلجئك الوَحيد ، هَو ان يَكون العَالم الخَارجي: مُخيف ، خَانق و غَريب.
ان تَكون حَزينا مِن غَير سَبب ، بَأئسا و تَعيسا بَين لَيلة و ضُحاها.
الأمر كُله يَبدأ فِي صَباح يَوم مُشرق ، إلا إنه مُعتم بِالنسبة لِعينك.
تُقرر تَجاهل الأمر فَالبَشر الأعتياديون يَمرون بِالصِعاب ، حَتى تَتوالى الأيام أسابيع.
أسابيع و انتَ كَائن رَخوي لا تَقوى القِيام بِحركة ، كائن مُنعزل كَارهٌ للِعالم...و لِنفسك.
هُو عِند خُروجك مِن المَنزل تَختنق بِشدة و تُصبح دُموعك أنهار حُزن جَارية ، انتَ حَرفيا سَتبكِ حَد الإختناق.
الإكتئاب هو عِندما تَكون غُرفتك المُظلمة الوَسخة مَلجئُك ، و لا تود مُغادرته نِهائيا.
هُو حِينما تَحتاج احدً لِان يَستمع لِصمتك ، يَتحمل تَقلُباتك ، و يَحتَضنكَ دَوما.
و هَذا الشَخص غَير مُتوفر.
هُو حِينما تَكون وَحيدا و ظُلمتك ، لا أحد أخر.
هُو عِندما بِئر املك يَجف تَماما ، الشُكوك بِذاتك تَزداد ، كُرهك يَزداد...خَوفك يَزداد.
يَتضخم الأمر لِدرجة ان إحتمال 'الأمور سَتكون بِخير يُصبح مَعدوما.
يَتضخم لِدرجة ان الألوان تُسحب مِن رُوحك لَونا تِلوى الأخر ، حَيث تَحمل هَذا الَمنظر صَعبا جِدا.
حَيث ان كُل شَيء يُصبح مُستحيلا غَير قَابل لِلتَحقق ، كَيف يَتحقق؟
حَيث الكُل يَهجرك إلا دَمعتك و حَيث الحَياة بَين لَيلة و ضُحاها تُقلب جَحيما هَادئا.
أتعلم ما الاكتئاب ايضاً ؟
هُنا يَبات الأمر مُغلقا ، أسود و مَيؤس مِنه.
هُنا سَتقف فِي مُفترق طُرق:
اما ان تَطلُب المُساعدة او...ان تُهاجر السَماء
..