لكي تواظب على التنفس هنا عليك أن:-
تذبلَ في منظومة القوانين.. أن تكون رتيباً بالقدر اللازم كي لا تهتم لشيء حقيقي مطلقاً.. أن تكون طبيعياً.. أن تتعالى على شذوذ الحزن والرثاء على العالم.
إذا كنت تخطّط لنهاية سعيدة.. أو أية نهاية ممكنة عليك أن:
تضع ساقاً على ساق.. وتتفرّج على هذا العالم وهو يحترق.. أنتّ أيها المتهّم بالبراءة والمتلبّس بعدم الاكتراث مع سبق الإصرار. لا تنظر من هذه النافذة.. سيوجعك بالتأكيد أن ترى كلّ هذا الوجع.. (قلبك الصغير لا يحتمل).. اسدل ستائرك على النافذة وتوقف عن النظر هناك. أنت بخيرٍ قبل أن تبصرَ الجحيم.. دع لذلك المهووسِ بالخلود أن يفتّش عن جحيمه الأبديّ.. ( هو الذي رأى).
إذا كان عليكَ أن تجيب، عليك أن:
تعدّ قائمة تبريراتك.. هذا الغياب عن كلّ شيء يستلزمُ أسباباً منطقيّة.. منطقيّةً لك في الأقل. عليك أن تجيب نفسك ثم تقتنع كي تعلك نقائصك مثل مومسٍ وتختبيء خلف العتمة ومساحيق الكلمات.
إذا شعرت بالضيق لا سمح الله، عليك أن:
تأخذ نفساً عميقاً من سيجارتك العجوز.. لكن لا تشرب الڤودكا قبل العاشرة مساء.. هذا لا يليق.. لكنْ، إن أحسست برغبة ملّحة للسكر، لا تكترث للوقت.. في كل لحظةٍ هي في العاشرة مساء في مكانٍ ما من هذا الكوكب المحتضر. كلّ الغناء الحزين مزّةٌ مناسبة.. إيّاك والحزن خارج النغم.. إيّاك والدمعةُ النشاز.
قبل أن تتهاوى على سريرك تغالب النعاس والرضا عن نفسك، عليك أن:
لا تنسى أن تتأكّد أنك قد ملأت خزّان التفاهة لليوم التالي.. الانخفاض في منسوبه سيجعلك تفكّر بأشياء خطيرة.. ربما تشعرُ بالضيق لمنظر طفلة يغتصبها الجوع والظمأ.. لا يمكنك ملاحظة دموعها.. لأنها لا تذرف سوى تلك النظرة التي توغل في الروح مثل خنجرٍ أعمى.
ربما سيخترقك صمت الرجال العاطلين عن الأمل تحت الشمس.. لن تسمعهم بالتأكيد.. من يسمع الصمت؟! من يدركهم وقد أقلعوا عن الشعور بالخذلان.. وامتلئوا بنهم النهاية الوشيكة..الذين سجلّوا دخولهم الى القدر وغادروا. تسلّل على رؤوس أصابعك من الخلف وغادر من الباب الآخر.
لكن إن قتلك الملل من غثيان الرضا عن الذات.. إن شفيت من حمّى الإنجازات العظيمة.. إن سأمت من وهم التصالح الشكلي مع نفسك، جرّب شيئاً جديداً.. جرّب أن تهتم.
ميثم الحلو