قرية بيرغي الساحرة في إقليم إيجة



تقع قرية "بيرغي" (Birgi) التابعة لولاية "أودميش" (ödemiş) بين تلال "جبال البوز" (Bozdağları)، وتحيط بها أشجار الدلب والجوز العتيقة، وتتميز ببيوتها الأثرية العالية المبنية من الحجارة وسطوحها المغطاة بأحجار القرميد الحمراء، وأبوابها ونوافذها الخشبية.

وللقرية تاريخ عريق، فقد مر عليها العديد من الأقوام والحضارات القديمة كالفرس والرومان والبيزنطيين، وكانت عاصمة إمارة "أيدن أوغلو" (Aydınoğulları) التي أسسها محمد بيك عام 1308 ميلادي.
وتتبع قرية بيرغي لولاية أودميش التي تبعد مسافة 110 كيلومتر عن مدينة أزمير، وتعد القرية واحدة من أهم المناطق التاريخية الباقية من العصور السابقة التي يعود تاريخها إلى ألفين سنة قبل الميلاد، فقد قطنها الفرس والبيزنطيون والرومان وإمارة أيدن أوغلو وأخيرا العثمانيون، ويعيش في هذه القرية الصغيرة قرابة 3000 شخص.

وبعدما استتب الأمن في عهد محمد بيك زعيم التركمان أصبحت بيرغي عاصمة الإمارة، وشهدت فترة ذهبية بعد حكم دام أكثر من 100 سنة.
كما أضفت بيرغي بتاريخها العريق أهمية كبيرة لإقليم إيجة، وأصبحت من أهم المراكز العلمية والدينية والثقافية في العهد العثماني أيضا.

ويوجد في قرية بيرغي تمثال لابن محمد بيك "غازي أومور" الذي استلم الحكم بعد وفاة أبيه، ويُعد أول تركي يؤسس أسطولًا بحريًا في إزمير يستخدمه في محاربة الصليبين والبندقيين بعمر لا يتعدى الخمسة وعشرين سنة.
وفي العهد العثماني ومنذ عام 1600 أصبحت بيرغي مدينة جذب للمهاجرين وأصبح عدد سكانها عام 1831 5900 نسمة وأتبعت في عام 1867 بمنطقة أودميش وتأسست فيها أول بلدية في
تركيا عام 18899.
وما زال أثر الحضارات المتعددة التي مرت على قرية بيرغي موجودا فيها، ويتمثل ذلك بشوارعها الضيقة وقصورها القديمة وجوامعها الأثرية، كقصر "شاكر آغا" (çakırağa) وقصر صاندق أوغلو اللذين يظهران جمال وبهاء العمارة والتخطيط العمراني العثماني.

ومن أهم معالم بيرغي "جامع أولو"، فهو أول جامع بناه محمد بيك عام 1312، ويُعد من أبرز الجوامع المبنية على الأسلوب التركي الإسلامي العريق، والغريب في الأمر أن أبوابه الخشبية مثبته بدون أية مسامير.
وعلى بُعد 20 كيلومتر، تقع بحيرة جميلة تُدعى "غولجوك" (Gölcük) ويُنصَحُ بزيارتها، فهي تتجمد في الشتاء وتستقبل السياح في الصيف.