تعرف على أطلال «ماروكو» المنسية في ميانمار
بين التلال الجميلة في ولاية راخين غرب بورما، يقع موقع أثري غير مشهور، وهو لبلدة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى تدعى "ماروكو أو مروك يو Mrauk U " كانت قديما عاصمة إمبراطورية أراكان القوية، قبلة التجار البرتغاليين والهولنديين والفرنسيين الذين احتكوا فيها عن قرب مع علماء البنغال وأمراء المغول.
بلدة ماروكو الآن تحولت إلى مكان ريفي هادئ ومنسي، يقطنه رعاة الماعز والمزارعين، وتعيش فيه النساء حياة بسيطة، حيث يجلبن المياه من الآبار الواقعة بين مئات المعابد القديمة والتماثيل البوذية التي بناها ملوك ماروكو" .
تأسست مملكة (ماروكو) أو مروك يو في عام 1430 على يد الملك مين ساو مون، وظلت عاصمة للبلاد لأكثر من ثلاثمائة وخمسين عاما، حتى عام 1785. في ذروته، كانت ماروكو تسيطر على نصف مساحة بنغلاديش والجزء الغربي من بورما. وانتقلت شهرتها حينها إلى أوروبا حيث أصبحت تعرف باسم مدينة الروعة الشرقية بعد أن نشر المبشر البرتغالي والسائح فراي سيباستيان مانريك، مقالا ملفتا عن تتويج الملك ثيري ثوداما في 1635 وعن محكمة راخين.
ومع نمو المدينة، بنى الملك والسكان الأثرياء العديد من المعابد والتماثيل البوذية ولا يزال البعض يستخدمها كأماكن للعبادة، وهي من معالم الجذب السياحي الرئيسي للمدينة.
وفي الواقع، فإن عدد المعابد في ماروكو يضاهي تلك المنتشرة في مدينة باغان، ولكن على عكس باغان، فإن ماروكو ليست مزدحمة بالسياح، وذلك لأنه من الصعب الوصول إليها في ظل غياب مطار يسهل التنقل، فالطريقة الوحيدة للوصول إليها هي باستخدام القارب، الذي يستغرق حوالي 7 إلى 8 ساعات.
تضم المدينة الريفية العديد من الأطلال منها لمواقع أثرية شعبية وأخرى تاريخية تشهد على قوة العاصمة القديمة.
الفرق الآخر بين باغان وماروكو هو أن معابد الأخيرة يمكن استكشافها من الداخل والخارج، كما أنها تقدم إطلالة خلابة على التلال المحيطة. وتختلف معابد ماروكو عن معابد باغان في مواد البناء فهي مصنوعة من الطوب الحجري بدلا من الطين والطوب. كما بنيت بعض المعابد بجدران صلبة سميكة مثل المخابئ، لعلها استخدمت كملاجئ خلال أوقات الحرب.
كونها العاصمة السابقة لإمبراطورية أراكان، كانت ماروكو محاطة بالجدران الدفاعية الطويلة والخنادق، وسط القصر الملكي. ولا تزال أطلال القصر قائمة إلى اليوم.