قد نجد أن من وراء الشهرة والإبداع آلاما دفينة هي التي كانت سبب في دفع الشخصيات لتحقق هذه النجاحات ، وهذا ما حدث بالفعل الملحن والموسيقار العالمي الألماني لودفيغ فان بيتهوفن ، الذي وصل بفنه إلى أكبر القصور والتكريم من أكبر ملوك ورؤساء الدول ، فيعد هذه الموهبة من العباقرة الذين مروا على التاريخ ولا يمكن أن ينسى التاريخ هذه الظاهرة التي أثرت كثيرا بفنها على الكثير من الشعوب والأجيال ، ولكن هناك أسرار خفية في حياة هذا الفنان العالمي لم تسرد في حياته بشكل واضح ولكن وضحت بعدها بشكل كامل ، واليوم اخترنا هذه الأسرار لكي نسردها أمام زوارنا الكرام ، وقد تكون هذه الأسرار أغلبها لحظات صعبة في حياة الملحن والعازف العالمي بيتهوفن كانت السبب في تحويلها إلى نجاح بعد ذلك ، وهذا ما سوف يتم عرضه خلال السطور التالية .
النشأة والتعلم
كانت نشأة بتهوفن قاسية وصعبة للغاية من حيث التربية الصارمة ، كان من أسرة من العامة و كان والده هو المشجع له للعزف والتلحين ، ولكن كانت تتم بطريقة صعبة ومؤلمة ، حيث كان الأب يتعامل مع بتهوفن الطفل بشدة قوية ، حتى أنه كان يوقظه من النوم بالإجبار كي يتدرب ، وليس على قدر ذلك فقط بل تصل الأمور إلى حدتها وتصل إلى حد الضرب والإهانة فقد ذكر أن بيتهوفن وهو صغير كان يتدرب على البيانو في كثير من المرات وهو يبكي ودموعه تسقط من عينيه من الضرب الذي كان يناله من أباه ، هذا ما جعل بيتهوفن بعد ذلك شخصية مزاجية حاد الطباع شديد الحساسية كما ذكره الكثير من المؤرخين والمتعايشين له في مذكراتهم ، هذه القصوى التي وجدها من أبيه أثناء تعليمه العزف كانت سببا بعد ذلك تحويل هذا الألم الذي وجده من أباه إلى صناعة موسيقى رفيعة المستوى عبرت عما بداخله من ألام ومشاعر مكبوتة دفينة في قلبه ، ليكون أروع الألحان للمستمعين على مر العصور .
بيتهوفن والقصور والدولة والسلطات
كان بيتهوفن ضيفا عزيزا مطلوبا باستمرار في الكثير من الحفلات التي تجريها الأسر النبيلة الارستقراطية في القصور ، وكذلك الحفلات الكبرى والفخمة التي تجريها الدولة ، كان يقابل بيتهوفن هذه الحفلات بعزة نفس كبيرة ولم يكن ينحني لأحد قط ، وكان يدخل من الأبواب الرئيسية للقصور ، وكان يواجه الجميع بجراءة عندما كان يرى أي شيء خطأ ليس فقط على مستوى الحفلات فحسب ، بل وصل الأمر لمهاجمته للكنيسة والسلطات والدولة بصوت مسموع دون خوف أو هيبة من أحد .
بيتهوفن ونابليون
أحب بيتهوفن نابليون كثيرا لما حققه في الثورة الفرنسية وقام بعمل السيمفونية الثالثة والتي أسمها بسيمفونية نابليون الأول والتي قرر أن يهديها له ، ولكن لم يدم الأمر طويلا فمع معرفة بيتهوفن بأن نابليون ولى نفسه إمبراطورا لفرنسا غضب بيتهوفن لدرجة أنه مزق السيمفونية ، وهذا لأنه وجد أن نابليون لم يعمل لصالح الشعب ولكن فكر في ذاته فقط ، وتغيرت اسم السيمفونية من اسم نابليون الأول إلى اسم سيمفونية البطولة في ذكرى رجل عظيم .
النساء في حياة بيتهوفن
رسائل بتهوفن التي وجدت في خزينته بعد وفاته كشفت عن قصص حبه الكثيرة و التي كانت لأكثر من فتاة في حياته والتي لم تترجم إلى زواج لأسباب متعددة ، وكانت الأولى هي فتاة تبلغ من العمر ستة عشر عاما وهي الكونتيسة جولييتا جيجاردي ، كانت هذه الفتاة الصغيرة تمتلئ بالأنوثة الطاغية والجمال الواضح الصريح ، ونشأت علاقة حب من جانب بيتهوفن وصلت لحد الإعجاب الكبير ، وكان يرسل لأحد أصدقائه يدعى فرانس واجلر عما يشعر به من حب دافئ يملئ قلبه اتجاه هذه الفتاة ، ولكن لم يكتمل هذا الحب لأن الفتاة كانت من أسرة من طبقة رفيعة وبيتهوفن من عامة الشعب ، بعدها تعرف بيتهوفن على چوزفين برانس فيك والتي أحبها كثيرا وهي ابنة الكونتيسة آنا برانسف يكف والتي استدعته لكي يعلم ابنتها الموسيقى ، عشقها وأحبها وأسماها حينها باسم الحبيبة الخالدة ولكن أيضا لم يتزوجها بيتهوفن ، فقد تزوجت من الكونت فون ديم وبالرغم من عدم استمرار زواجها طويلا وتقربها من بيتهوفن مرة أخرى إلا أنها عاودت الزواج بشخص أخر غير بيتهوفن ، يذكر أن الزواج لم يتم لأنها كانت تعول أطفالها والقانون حينها كان من الممكن أن يسحب منها أطفالها حال زواجها من شخص من عامة الشعب ، وبعد ذلك كانت هناك تيريز مالف ابنة أحد الأطباء المباشرين له حدث بينهم قصة حب أيضا وطلب الزواج منها ولكن قوبل بالرفض نظرا لفارق السن بينهما حيث كان عمره تسعة وثلاثون عاما وهي كانت في الثامنة عشر من عمرها .
الجدير بالذكر أن بيتهوفن رغم مغامراته النسائية من حب وإعجاب من قبل الفتيات والسيدات ، وذلك نظرا لوجوده دائما داخل الأسر المخملية التي كان يعزف من اجلهم أعزب الألحان ، إلا أن الموسيقى بالنسبة لبيتهوفن بقيت هي الحب الحقيقي في حياته فقد تعددت النساء ولكن بقيت الموسيقى هي الوحيدة التي عشقها بيتهوفن طوال حياته بصدق .