حين تُمنح لك الفرصة وأنت على مشارف الموت؛ رغم أنك في الزحام والبقاء فيه للحق والقوة معًا؛ حينها تُدرك وتفهم حقيقة الرسالة السماوية على وفق الأنموذج الأكمل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. لا على وفق فُهوم نبشت أطرافا وبنت أحكاما عليها.
حين تُمنح لك الفرصة وأنت على مشارف الهلاك ولا حول ولا قوة لك؛ رغم أنّه جزاءٌ مَضّنتُه عملك وصراعاتك وخصوماتك الباطلة، حين تُمَكَّن من إعادة النظر في ذاتك وعلاقتك مع الآخرين الذين خالفوك ملّة وفكرة؛ وأنت لا تملك إلا رحمة الرحمان ولُطف من زاحمك في شعاب الحياة؛ حينها تدرك وتعي سلوكاتك جيدا فتنصهر في الأناسة لتكون شريكا في الاجتماع الإنساني؛ فلك القلبُ الذي يُقرُّ كل دنيئة ويؤكد كل فضيلة زُرعت فيك تحتاج استردادا لا إنشاءً لأنها جِبِلَّة.....
صحيح أن ذلك الرجل لم تُمنح له الفرصة وأن الصحابي قتله والرسول وبّخه ....... قد قالها خوفًا .. أَوَشَققتَ قلبه ...... أي رسالة هذه التي تمنح الفرص على مشارف موت مؤكد؛ رسالة الحق للخلق لا رسالة الشرق للغرب... كان هذا مع مُخالف في الملّة والفكر فما بالك مع مُوافق في الملّة مخالف لك فكرا ورُؤية ونظرة ورأيا وتوجُهًا.....
لماذا نُعامل الناس بغلظة وفضاضة لمُجرّد تصرفات طائشة أو مع معارضة في فكرة معيّنة؟! لماذا نصفهم بأوصاف قبيحة وبأنهم مرضى بقُلوب أمرض؟! هل شخّصنا المرض هل لدينا الآليات والوسائل والأهلية المعرفية والرسالية حتى نحكم على البشر؟؟ أَوَشققنا قُلوبهم......
إنّ فهم الرسالة النبوية السمحاء يجعل منّا مجتمعا بعيدا عن الضغينة والظلم والإقصاء، سَتُمنح الفرص للجميع دون استثناء من أجل مجتمع مسلم قِوامُه لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ تلك التي نطق بهما المخالف في الملة وهو على مَهلكة من أجل بعث الأمل والحياة.
إننا حقا لا نعي حجم الكارثة حين نناقش النوايا وما في القلوب وننسى أن ما نملك الخوض فيه هو المعرفة المُنتجة لا غير.
أوشققت قلبه؟ شقّت قلوب الذين فهموا المقصد فخرجت من مُضَغِهم السماحة والأمل والاحترام؛ أما الذين فضّلوا شق القلب ليَنبشوا على المثالب فقد راموا المُحال وأوهموا الذين لم تُمنح لهم الفرص بعد بأنّ المقال الذين يُزيّنون به أفواههم أولى من الحال، وأي مقال يؤسس لاجتماع بشري عموده الشهادتان وحاله لا يمنح الفرص في أوّل اختلاف للرُؤى...
هكذا فهمت "أوشققت قلبه"
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
#بقلم_عامر_غزير