السلام عليكم
أغلبنا نهرب من وصمة ( المراهقة ) ونعتبر سماعها إهانة وإنزال لجباهنا لتحت !!
وكأننا فارقنا المشيمة بشوارب سي السيد أو ظفائر بنت الشيخ
حتى البعض لا يعي معناها فيحسبها شتيمة على أصله البرّاق
نسمعُ ان هذه المراهقة بعمر ( الطعش ) وقد تتأخر نادراً عند بعض الشيّاب فتكون مراهقة متأخرة
فلا مهرب من وصمتها
الأخر الغربي يرى المراهقة مرحلة وقّادة ونشاط وتألق فيوجهها نحو الأجود والاحسن ويهذبها بالفعاليات والاقتراب من مجتمعه
نحن في بيئتنا نزيد حجم اللاءات في زمن المراهقة القاحل
لا تطلع
لا تمشي
لا تحجي
لاتلعب
لا
لا
فصار المراهق عندنا مسجوناً تحت وطأة القوانين الغاصبةوقيود المرحلة العمرية المنزلقة
وصارت اللافتات تحيطه وتُعلق في جبينه
أحذروا مراهق سريع الاشتعال
طبعاً لا ننسى التغيرات الجسدية بالاضافة للفكرية التي تهب على هذه المرحلة العمرية ومنبت الأنا الجبارة
لستُ ( زعطوطاً ) بل أنـــــــــــــــــــــــ ـــــــا أنا
نكتمها ونكتم هذا الزعطوط الباحث عن ذاته ونشلُّ الأنا الكبيرة عنده
ونزيد من جرعة اللاءات عليه
إذا جلس الكبار في مجلس لا تتفوه بكلمة
إذا قال الكبير كذا فكلمته هي العليا
لا تعترض
لا تطلب
لا تتذمر
لا
لا
لا
مساكين هؤلاء الناس
هناك أمر لا نعيه في مجتمعنا المُعلّب بالأفكار الموروثة الطازجة
فهناك قانون يسمى ( تعاقب الأجيال )
ليس المقصود منه ذاك القانون التكاثري بل هو قانون اجتماعي
وفي حياتنا الشعبية تجسيد له حين يقول أحدهم وقد انتهت صلاحيته الاستهلاكية :
قابل آخذ وقتي ووقت غيري
وكل وقت مايستحي من وقت غيره
وغيرها
فلكل زمن نظمه وقوانينه التي تتماشى مع عقول ومتطلبات ابنائه
لا أقول بنبذ الموروثات الجميلة بل لا نعطيها تجميد أبدي ووقف ثابت
يجب ان نُراعي عجلة الزمن الدّوارة
ومن الأُسس فيها ان يكون للمراهق صوتُ
وكلمةُ
وتبتعد لاءات (العيب والمستحة) والخزي أمامه
فهو يبحث عن ذاته
يخطيء ويقع ثم ينهض
لابأس
المهم ان يجد ذاته ويتفحص قدرته
على سبيل المثال :
الطالب العراقي في السادس الاعدادي وهو ( مراهق في السنة الأخيرة ) حين يتخرج لا يعرف اختياره ويبعث بالانسيابية الى غيره
حين تسأله أين تريد ان تذهب لأي كلية ؟؟
للأسف لايدري
ولو رجعنا لــ اللوحة كاملة لرأينا صوته المراهق كان مخنوقاً ومسلوباً
عموماً الكلام يطول ويجول وقد تبادر لذهني استلاب فكرة عمل مذكرات بزمن المراهقة
مؤكد انها أجمل الأيام
حين تلصلص ُ بعينين خجولتين بآخر من باب الإعجاب الضبابي
أو تُقدم على مشروع تحسبه فتحاً ونصراً وهو خزعبلات عند الآخرين
أو تحاول شخبطة كل أثر باسمك واشعار البؤس والعذاب وكأنك هولاكو الجبّار
أو تطوف في رأسك الأفكار والمشاريع والخطط ثم تنسج غيرها في اليوم التالي
أو تشاكس أو تعاكس أو ......
كَمٌّ كبير بحاجة لتدوين
سأنظر فيه عسى أن أخرج مهزوماً امام هذه الذاكرة المثقوبة
ودمت بمأمن وسلام