مشكلة تواجه العديد من الطلاب وخاصة المتفوقين منهم… فقدان الرغبة في المذاكرة، والشعور بالإحباط، وخيبة الأمل، وبالذات في الأوقات الحرجة مثل نهاية العام الدراسي مثلًا.
ما سر هذا الشعور، ولماذا يحدث، وكيف نواجهه؟
سأصدقك حينما تخبرني أنّك غير قادر على فتح الكتاب، وأنّك حينما تنظر إليه تكاد لا ترى شيئًا، وكأنّك لا تستطيع القراءة.
إنّ عقلك في هذه الحالة يرفض موضوع المذاكرة بأكمله معتقدًا أنّها مشكلة كبرى يحاول حمايتك من مواجهتها.
إنّ الدافع الرئيس وراء نشاطك في جميع أفعالك الحياتية بشكل عام هو طاقتك الحيوية، فهل سمعت بهذا المصطلح من قبل؟
أقرب تشبيه لدور الطاقة الحيوية في حياتك هو أنّها هي الوقود الذي يحركك تجاه أي فعل تريده، فحينما ينخفض مستوى طاقتك الحيوية ستقل رغبتك في أداء أي شيء، والعكس أيضًا، فحينما يرتفع مستوى طاقتك الحيوية سيرتفع معدل أداءك بشكل ملحوظ، وستشعر برغبة قوية في فعل ما تريد، بل وستكون نشيطًا جدًا خلال ممارسته.
فلماذا إذن ينخفض مستوى الطاقة الحيوية لديك؟؟ ولماذا يزداد هذا الأمر في أواخر العام الدراسي؟؟؟
إنّ الطاقة الحيوية مرتبطة تمامًا بمشاعرك، فهي ترتفع حينما تشعر بانفعالات إيجابية مثل: السعادة، والرضا، والنجاح، وتخفت حينما تشعر بانفعالات سلبية مثل: الفشل، أو الخوف، أو القلق، أو الإحباط، أو عدم الثقة بالنفس.
فما الذي يتحكم في مشاعرك؟؟؟
إنّها الأفكار الداخلية النشطة في عقلك الباطن! إنّ الأفكار النشطة حاليًا في عقلك الباطن، هي بدورها تقوم بتنشيط المشاعر الإيجابية أو السلبية، والتي تؤثر بشكل مباشر في مستوى طاقتك الحيوية.
وبالطبع سيبدأ النصف الأخر من الدائرة مستوى الطاقة الحيوية لديك يؤثر في معدل أدائك ونشاطك العام؛ فيزداد نشاطك أو يقل حسب مستوى الطاقة لديك، وفى كل حالة سيتكون انطباع ذاتي مختلف “انطباعك عن نفسك”.
إنّ الصورة الذاتية التي ترسمها عن نفسك تقوم بتسجيل أفكار جديدة في عقلك الباطن لتبدأ الدائرة من جديد.
لنأخذ مثالًا بسيطًا…
الأفكار النشطة في العقل الباطن
بدأت بالشعور بأنّ المنهج الدراسي مكثف ولا يمكنك أن تنتهي من كل المهام المطلوبة، وأنّ الوقت ضيق جدًا، وأنت تخسر الكثير وتتراجع مع الوقت ولم تعد كما كنت.
أنت تفكر في البداية بهذه الأمور، ثم تركز عليها بشدة أنت بهذا تعطي لعقلك الباطن رسائل سلبية، هو يأخذها على محمل الجد ويبدأ في تنشيط هذه الأفكار بالفعل ليتعامل معها كواقع معاش.
ومن هنا… تولَّدت مجموعة من الأفكار السلبية في عقلك الباطن.
المشاعر السلبية الناتجة
مع الوقت من تشغيل وتنشيط هذه الأفكار السلبية في عقلك، تبدأ مشاعرك السلبية في التزايد، فتشعر بأنّك محبط وأن ثقتك بنفسك مهزوزة، ويراودك شعور بالقلق والتوتر، حتى تخفت رغبتك في فعل أي شيء له علاقة بالدراسة (موضوع أفكارك السلبية).
مستوى الطاقة الحيوية
بناء على هذه المشاعر السلبية يبدأ مستوى الطاقة الحيوية لديك في الانخفاض بشكل ملحوظ، فتخور قواك ويقل نشاطك تمامًا، فتبدأ بالتراخي والتكاسل والإهمال، رغم أنّك متفهم لأهمية الأمر، ولكنك تفقد الرغبة والدافع في الدراسة بالفعل.
معدل الأداء
بناء على ما سبق فمن الطبيعى أن يقل معدل الأداء لديك بشكل واضح، فتذاكر أقل، وتفهم أقل، ويتراجع مستواك كثيرًا.
الانطباع الذاتي
هنا تهتز صورتك لنفسك، فترى نفسك وقد أصبحت متكاسلًا، ذو فهم أقل وذاكرة أقل، تقل ثقتك بنفسك تمامًا وتشعر بالضياع النفسي، وحينما تشعر بعجزك عن تغيير نفسك تبدأ في تقبل الأمر بشكل سلبي، فتستسلم لفشلك الذاتي، وتقبل بالصورة السلبية أن تكون هي صورتك الذاتية في عقلك.
من هنا تبدأ الدائرة مرة أخرى، حيث تزداد أفكارك السلبية النشطة في عقلك الباطن ويليها شعور سلبي وهكذا.
فما الحل؟
لا تقلق فقد قطعنا نصف الطريق، فحينما تستطيع تحديد المشكلة وفهم أسبابها جيدًا فأنت قد انتهيت بالفعل من نصف الحل. أمّا التطبيق العملي للحل الصحيح هو ما سنتحدث عنه في المقال القادم بإذن الله… سنتعلم كيف نرفع من مستوى الطاقة الحيوية.
ولكنى أطلب منك أولًا أن تستوعب جيدًا فيما سبق في هذا المقال، وأن تحدد لنا أهم الأفكار السلبية التي شعرت بها .