بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
(هل ياترى رأينا نظاماً لايحترم الشعب يدوم لفترة طويلة ؟(مع رضا الشعب بالطبع
من المستحيل أن يقوم المجتمع بالتقدم الاخلاقي والمعرفي بوجود الرذائل السيئة التي تضع كل شخصٍ منحطاً عن تأدية واجباته تجاه مجتمعه , ومن تلك الرذائل مسألة الكذب ’
دعونا نتعرف على الآثار السيئة للكذب
بداية نُعرّف الكذب في المنظور اللغوي وفي المنظور الاسلامي
.الكذب في اللغة هو : الإخبار عن الشيء بخلاف ماهو فيه , أما الكذب في ديننا السميح على مافهمته من علمائنا فهو: ذكر شيء غير حقيقي، مع معرفة أنه كذلك، بِنِيَّةِ خداع الآخر
مفاسد الكذب وملحقاته
_إن مفاسد الكذب إذا انعكست في نفس الإنسان وكانت من طباعه كان من الخاسرين للود والمحبة , لإنه لايعقل أن تكون مودة بدون عهود _ولو كانت بسيطة جداً
إن خُلُقَ الكذب خُلُقٌ سيء , ومن مفاسده أنه يمنع الإنسان بإن يرى ذنوبه عظيمة , فإن كان الذنب في نظر الإنسان بسيطاً مهدّ له بإن يتدرج في الذنوب التي تنشئ قساوة القلب , ومن المفاسد
! الأدهى إن كان التكذيب لأمر الله , فلا يعترف بواجبات الإسلام , فيعبد الشيطان ويكون شيطاناً إنسيا ويدعو مجتمعه إلى هذا الشيئ السيء
فلنتفكر في خلق الله عز وجل , ولنرى أننا مجرد ذرة من خلقه , فلما نفسد مجتمعاتنا بكثرة الكذب وقلة الصدق ؟
هدم الروابط لإجتماعية
عزيزي القارئ , حينما أنت تستمع شخصاً ويذكر كذبة على شخصاً ما , فيسقط في عينك هذا الشخص , وأنت عقِبها تنشر هذه الكذبة , وتصل الكذبة لهذا الشخص ويعرف من نشرها
وينشر عليهم أشياءً كاذبة تفسد مودة الناس إليهم فيتكرر هذا الأمر عدة مرات وبالتالي يسقط المجتمع في فخٍ عميق , وتدور الليالي المظلمة
على المجتمع الذي كان مميزاً , فأصبح من كذبة صغيرة مجتمعاً نابذاً فتنهدم الروابط الإجتماعية
.إنَّ على كل شخص منا أن يعي مايخرج من لسانه , ولنتفكر قليلا قبل أن نكذب , ولنعلم أن الله يرانا , ولنعلم أيضاً أن الفرد لايضر نفسه فقط , بل يضر مجتمعه أيضا
الكذب في منظور الإسلام
(لطالما يخبرنا القرآن الكريم في مواضِع مختلفة وكثيرة أن الله لايحب الكاذبين , وفي موضع من القرآن ذكر أنه لايهدي من يتعمد الكذب (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب
.فتخيلوا أن تنتزع الهداية من بسبب شيء نراه بسيط ! , وماأتعس من يمشيء بخزي من الله
أيضاً يقول الله تعالى { وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ } وقال { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} وقال أيضاً { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ } , دلالة على أن الكذب سبب هلاك كل قوم أتاهم نبي من السماء ,
يدلو البعض على أن الكذب خير وذلك كلام خاطئ كما ذكر أمير المؤمنين عليه السلام ” شَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ “ , وبيّن أهل البيت عليهم السلام أن المؤمن ربما يكون جباناً أو بخيلاً لكنه لايكون بخيلاً كما جاء ذلك عن الإمام الرضا
.إذاً , الإسلام ينهانا عن الكذب , ويقول بإن الخزي في الدنيا والآخرة للكاذب , ليس فقط في يوم التلاق
حلين بسيطين للتخلص من آفة الكذب
(على الإنسان أن يتفكر في خلق الله عز وجل , ويشعر أن الله يراقبه في السر والعلن , ويتذكر قول العزيز الكريم ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
الحل الثاني , أن يلاحظ من كان الكذب علامتهم كيف صاروا من بعد ماكشفوا , فإن كان الشخص يبحث عن سيرة طيبة وجب عليه ترك الكذب
.لا أنكر أن الكذب داء , لكن ( لكل داء دواء ) , ولنحذر الكذبة الصغيرة , فلرُّبَ ذنبٍ صغيرٍ نستهتِرُ بهِ ينتُجُ عنهُ ذنبٌ أكبَرْ