6 علامات تدلك على فتاة التوحد
في العقود الماضية لم يحظَ كبار السن المصابون بمرض التوحد باهتمام كبير من قِبل الباحثين، وهذا يعني أن آلاف الحالات من البالغين المصابين بالمرض لم يتم تشخيص إصابتهم. وفيما يلي ستعرِّفك اختصاصية أمراض التوحد والكروموسومات الدكتورة رفاء البشيتي، التي التقيناها، بمرض التوحد الذي يصيب البالغين، وما هي أعراضه الواضحة، وكيفية التعامل مع الشخص الذي يحمل خللاً جينياً، يؤدي إلى الإصابة بالتوحد.
تقول الدكتورة البشيتي: إن 10% ممن يعانون من التوحد لديهم مهارات ومواهب مميزة، ويتفوقون بها على غيرهم خاصة أقرانهم. وقد لخَّصت لنا فيما يلي أبرز الأعراض التي توضح الإصابة بالمرض وهي:
• الصداقات والعلاقات الاجتماعية القليلة
الصداقات والعلاقات دائماً ما تشكِّل تحدياً كبيراً بالنسبة إلى المراهقين، وحتى البالغين، فبعض السلوكيات غير المكتسبة، أي الفطرية، والتأخر اللغوي لديهم، تؤثر جميعها بقوة على قدرتهم على تكوين الصداقات، كما أن لديهم صعوبة في الاستماع إلى الآخرين، وتكوين علاقات عاطفية، أو الاستمرار بها.
وأفضل وسيلة لعلاج ذلك هي السعي في دمجهم مع المجتمعات والأشخاص المتحدثين وإشراكهم في أنشطة تتطلب منهم إبراز شخصياتهم.
• تحديات التواصل مع الآخرين
بالنسبة إلى كثير من المراهقين والبالغين الذين يعانون من مرض التوحد، يمكن أن يشكِّل التواصل تحدياً كبيراً بالنسبة لهم، فقد يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في تفسير تعابير الوجه والإيماءات، وقراءة لغة الجسد، وكذلك صعوبة في الحفاظ على الاتصال بالعين، بالإضافة إلى المشكلات اللفظية التي تؤثر على تعبيرهم عن أنفسهم ونطقهم. والوسيلة الأفضل للتغلب على تلك العقبات تقديم دورات تطويرية لأجلهم لشرح الصفات التعبيرية للأشخاص لأنهم قابلون للتعلم لكن مع كثرة الاستمرار والإلحاح.
• الاضطرابات الحسية
يعاني المراهقون والبالغون المصابون بالتوحد من مشكلات تتعلق بالإفراط الشديد في الحساسية، أو العكس تماماً، فمن الممكن أن يكونوا في صغرهم شديدي الحساسية، وعند البلوغ ينعدم ذلك، بمعنى آخر عدم تفاعلهم مع المؤثرات والمتغيرات. وأفضل طريقة لعلاج ذلك هي وضعهم أمام اختبارات حسية، مثلاً: التحدث بهدوء مع الأشخاص الغاضبين، تستطيعين الإمساك بالماء المثلج لمدة 10 دقائق.
• الحاجة إلى الروتين والراحة
بالنسبة إلى البالغين والمراهقين المصابين بالتوحد فإنهم يميلون غالباً إلى الروتين، وعدم التغيير الدائم في حياتهم، فيفضلون الاستقرار والرتابة الشديدة، كما يرفضون وبشدة الأمور الغامضة والجديدة، كذلك غالباً ما يرفضون السفر، ويفضلون تناول نفس الطعام، وارتداء نفس اللباس يومياً، وفي إمكانهم الالتزام بجدولهم اليومي نفسه لفترة طويلة جداً دون أن يشعروا بالملل، بل بالراحة والأمان. والوسيلة الأفضل لعلاج ذلك هو جعل الخيارات دائماً أمامهم عديدة؛ حتى يضطروا لتغيير الروتين والطلب منهم بإلحاح شديد، مثلا: لابد أن تختاري خلال ساعتين البلد الذي نود السفر إليه في وجهتنا القادمة.
• مهارات ومواهب
كثيراً ما يتسم هؤلاء الأشخاص بنسبة ذكاءٍ عالية، ويمتلكون مواهب متعددة، ويُدرجون ضمن فئة «العباقرة»، ويتقنون خاصةً الموسيقى بأنواعها، ويتفوقون في الرياضيات، والتاريخ، ويمتلكون ذاكرة قوية وخارقة. وأفضل الطرق للمحافظة على نسبة الذكاء وتطويرها هي العمل على نفس المجال الذي تود أن تتميز به بإطلاعها على معلومات حديثة أكثر أو مشاركتها بالمسابقات العالمية للرياضيات مثلاً.
• القلق واضطراب النوم
أثبت الدراسات الحديثة أن 75% من التوحديين خاصة البالغين منهم يعانون من القلق واضطرابات النوم، لذا كثيراً ما يشعرون بالاكتئاب، ويعانون من الوساوس بسبب عدم انتظام نومهم والسهر والتفكير لفترات طويلة والشعور بالوحدة.
وجد أن أفضل الطرق في التغلب على مشكلة النوم هي وضع جدول إلزامي لهم في الاستيقاظ؛ لأنهم يميلون إلى الروتين فستجدينهم يحاولون الالتزام قدر المستطاع بالموضح أمامهم.