سيرة العبقري نيكولا تسلا


نيكولا تيسلا (10 يوليو 1856 – 7 يناير 1943) مخترع و فيزيائي و مهندس ميكانيكي ومهندس كهربائي. ولد في كرواتيا ونال الجنسية الأمريكية فيما بعد. عُرِفَ بسبب مساهماته الثورية في مجال الكهرومغناطيسية في آواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، يعتبر “أبو الفيزياء” ويطلق عليه لقب “الرجل الذي اخترع القرن العشرين”.
السيرة الذاتية
ولد تيسلا في قرية سميلجان في كرواتيا لأبوين صربيين وتلقى تعليمه الجامعي في جامعة براج ثم عمل كمهندس هواتف في براج وباريس.
سافر “تسلا” إلى أمريكا في سن الثامنة والعشرين، وهو يـأمل أن يجد له مكاناً وسط علماء القرن التاسع عشر الذي اشتهر بمعاركة العلمية حامية الوطيس.. وأول ما فعله هو أن ذهب إلى مكتب المخترع العبقري “توماس أديسون”، وفي يده خطاب من أحد أصدقاء “أديسون” في أوربا، وهذا الخطاب عبارة عن رسالة توصية جاء فيها: “عزيزي أديسون، أعرف رجلين عظيمين، أحدهما أنت، والآخر هو حامل هذه الرسالة.”
واشترك “تسلا” مع “أديسون” لبعض الوقت، ولكن الاختلافات الجوهرية بين العبقريين ظهرت بسرعة، “أديسون” يقدس التجربة و”تسلا” يستطيع أن يبني محطة كهربائية من وحي عبقريته دون حتى رسومات على ورق، “أديسون” يحب العمل اليدوي و”تسلا” يكرهه، “أديسون” لم يتلق أي تعليم نظامي و”تسلا” تعلم في أفضل الجامعات وأشبه بأرستقراطي ثري من عالم متواضع الدخل، “أديسون” يحب التيار الثابت و”تسلا” يعشق التيار المتردد، ثم إن “أديسون” (أكل) عليه رهاناً بخمسين ألف دولار، لذا سرعان ما اختلف العالمان وانفصلا، قبل أن يتحول هذا الانفصال إلى حرب شرسة بين العالمين.
ابتكر تيسلا نوعا جديدا من المحركات بدون عاكس للتيار لكنه لم يجد اهتماما في أوروبا فهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك عمل لبعض الوقت مع توماس اديسون ثم انفصل عنه وأسس مختبره الخاص ثم تتوالى ابتكاراته التي حصل بها على براءات اختراعات كثيرة ، ومن ثم تعرف على جورج ويستينجهاوس الذي اشترى منه براءات اختراع الموتور متعدد المراحل مقابل مليون دولار إضافة إلى حقوق الاختراع.
دخل تيسلا في مواجهة مباشرة مع توماس أديسون حيث كان كل منهما يدافع بشراسة عن ابتكاره في مجال الكهرباء فبينما كان أديسون يحاول اقناع الناس بجدارة وكفاية التيار الكهربي المباشر كان تيسلا يبرز أوجه التفوق في التيار الذي ابتكره واسماه التيار المتناوب، وقد نجح تيسلا في النهاية في جعل التيار المتناوب مقبولا ومعتمدا كنظام للطاقة الكهربائية على مستوى العالم .
قام تيسلا بالتعاون مع ويستنجهاوس بإنارة معرض شيكاغو الدولي ، وبنى مولّد شلالات نياجرا للطاقة الهيدروكهربائية ، وشيد أنظمة تيار متناوب في مناجم كولورادو للفضة وغيرها من الصناعات .
ومع نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين ارتفع تيسلا إلى مقام المشاهير بالمقارنة مع انتشار أديسون وذلك بفضل وسائل الإعلام التي رفعته إلى ذلك المستوى ، وقد استطاع اختراع وتطوير أدوات كهربائية بناء على الإمكانيات الهائلة للتيار المتناوب والتيار العالي التردد ، فابتكر الراديو ، الإنارة عالية التردد ، الأشعة السينية ، بالإضافة إلى وسائل العلاج بالكهرباء .
وبعد أن عانى من احتراق مخبره قام بإعادة بناءه واستمر في إجراء تجاربه ثم نقل مخبره إلى كولورادو سبرينجزColorado Springs لمدة سنة تقريبا (1899). وقد بنى جهاز إرسال ضخم مكبر ، كما أجرى التجارب في مجال الطاقة الكهربائية اللاسلكية، والراديو و الرنين الأرضي . ثم درس البرق واستطاع بعدها صنع البرق الصناعي ثم عاد إلى نيويورك بتشجيع من الممول جي بي مورجانJ.P.Morgan وقام بتطوير نظام عالمي للبث الإذاعي للطاقة الكهربائية باستخدام أجهزة إرسال مكبرة و بنى برجا ضخما لتقوية الإرسال في وارد ينكليف لونج آيلند Wardenclyffe Long Island، باعتبارها أول محطة في النظام الكهربائي العالمي الجديد . وبعد أن استلم ما يكفي من مورجان Morgan لإخراج المحطة إلى الوجود وإكمالها ، توقف التمويل فجأة و انهار المشروع تماماً .
استمر في الاختراع حتى العشرينات من القرن الماضي ، لكن ابتكاراته الجديدة كانت قليلة الأهمية بالمقارنة مع الاختراعات الأولى التي كانت كالسيل الجارف والتي بلغت 700 اختراع على مستوى العالم كله . بعدها أغلقت وسائل الإعلام أبوابها في وجهه باستثناء المؤتمرات الصحفية التي كانت تجري في عيد ميلاده.
تنبأ تيسلا بالمايكروويف ، وتقنيات حزمة الأشعة ، والتلفزيون ومحرك يعمل على الأشعة الكونية ، والاتصالات بين الكواكب ، وأدوات التداخل الموجي والتي دعيت باسمه منذ ذلك الوقت.
في الثلاثينيات من القرن العشرين شارك في مشاريع الطاقة اللاسلكية في كويبيك . وقد كان آخر حضور له في مؤتمر صحفي في عام 1940.
تجاوزت سمعة تيسلا سمعة أي مخترع أو عالم آخر في تاريخ أمريكا وثقافتها الشعبية لكن كون تيسلا شخص غريب الأطوار جعلت من افكاره غير قابلة للتصديق وأدت إلى نبذه واتهامه بالجنون.
قررت الأكاديمية السويدية للعلوم عام 1916 منح توماس أديسون ونيكولا تيسلا جائزة نوبل للفيزياء مناصفةً لجهودهما في مجال الفيزياء التجريبية لكن أديسون رفض تقاسم الجائزة مع تيسلا، كما ورفض تيسلا مشاطرة الجائزة مع أديسون فحجبت عنهما معا.
وبعيداً عن أعماله في الكهرومغناطيسية والهندسة ساهم تيسلا في تقدم الانسان الآلي والتحكم عن بعد والرادار وحتى علوم الكمبيوتر والتمدد البالستي والفيزياء النووية والفيزياء النظرية
توفي فقيرا عن عمر ناهز 87 عاما في غرفة في فندق في نيويورك بدون سبب واضح . والمباحث الفيدرالية حاصرت المكان، وتنقل من غرفة بسيطة في فندق متواضع أجهزة غريبة الشكل وأوراقاً كثيرة، وتردد من سكان الفندق عبارات من قبيل: “لقد مات المشعوذ، لقد مات الساحر الشرير، لقد مات المجنون”..! فيما صدرت عناوين الأخبار في اليوم التالي لتنعي صانع القرن العشرين، لقد مات العبقري “نيكولا تسلا”.
عبقري فاق الوصف، ثوري، مجنون، مهووس غريب الأطوار، اهتمامات علمية غريبة، نحس لا حد له.. هذه هي الكلمات التي تصف بدقة العالم العبقري “نيكولا تسلا”، الذي كان مثال العالم العبقري الطموح، الذي استخدمت مبتكراته في كل مكان، دون أن يُكلّل بأكاليل الغار في حياته، أو تقام له التماثيل في كل مكان. مشكلته الوحيدة أن مبتكراته دائماً ما تسبق عصرها، فتظل مثار التعجب والدهشة من الناس، ولا يستفيد منها سوى المنظمات السرية المملوكة للجيش أو للحكومة.
وقد تم حجز الكثير من الأوراق الخاصة به بما فيها نسخ من ملاحظات مخبرية من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لتظهر بعد عدة سنوات في ” متحف تيسلا” في بلجراد Belgrade بيوغوسلافيا Yugoslavia ولم ينشر المتحف من هذه الملاحظات سوى مقتطفات بعنوان ” ملاحظات ينابيع كولورادو Colorado Springs Notes”.
خلد اسم تيسلا الى جانب اسم اديسون حيث أطلق اسم العالمين الكبيرين على معلمين مهمين من معالم جغرافية القمر. والمؤرخون يعتبرون التقدم العلمي قد مر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي ظهور الآلات البخارية، والمرحلة الثانية هي اكتشاف الكهرباء، والمرحلة الثالثة هي ظهور النظرية الالكترونية المادية. من أقواله :-

  • آخر 29 يوما من الشهر هي الأصعب !
  • فضائلنا وعيوبنا لا ينفصلان، مثل القوة والضعف، إذا انفصلا لا يصبح الإنسان انسانا.
  • لا أعتقد أن هناك أي شعور يخالج قلب الإنسان يمكن أن يماثل شعور المخترع بعد أن تتحول أفكاره بنجاح إلى واقع، هذه المشاعر تنسيه الطعام والنوم والأصدقاء والحب وكل شيء .

هذه المقالة عن وحدة قياس المجال المغناطيسي. إذا كنت تبحث عن الفيزيائي تسلا، انظر الى نيكولا تسلا في الفيزياء
تسلا هي وحدة قياس المجال المغناطيسي (جم) الذي كان يسمى سابقا الحث الكهرومغناطيسي إحدى وحدات النظام الدولي و الوحدة مشتقة من اسم العالم نيكولا تسلا و يساوي التسلا الواحد ويبر لكل متر تربيع و كذلك يساوي 10000 غاوس

* A = أمبير
* C = كولوم
* kg = كيلوغرام
* m = متر
* N = نيوتن
* s = ثانية
* T = تسلا
* V = فولت
* Wb = ويبر
حقل مغناطيسي
المجال المغناطيسي (Magnetic Field) ويسمى أحيانا الحث المغناطيسي وهي قوة مغناطيسية تنشأ في حيز المحيط بالجسم المغناطيسي أو الموصل الذي يمر كهربائي أو بتعبير أبسط يمكن وصفها بأنها المنطقة المحيطة بالمغناطيس ويظهر فيها أثره (على مواد معينة).
إذا وضعت إبرة بوصلة في المجال المغناطيسي ذو قوة ما فإنها توجه نفسها في اتجاه معين في كل جزء من المجال, والخطوط المرسومة في اتجاه الإبرة عند النقط المختلفة تحدد الوضع العام للخطوط التي هي عليها القوة المغناطيسية في المجال.
يمكن مشاهدة توزيع المجال المغناطيسي بنثر برادة الحديد على ورقة موضوعة على قضيب مغناطيسي أو ورقة يمر خلالها سلك يمر به تيار كهربائي.
* التيارات الخارجية تتجه من الشمال إلى الجنوب والتيارات الداخلية تتجه من الجنوب إلى الشمال.
ويمكن إنشاء حقل مغناطيسي بتمرير تيار كهربائي بسلك حيث تتشكل دوائر مغناطيسية حول السلك ومركزها السلك نفسه. نستطيع معرفة اتجاهه باستخدام قاعدة اليد اليمنى حيث يشير الإبهام إلى جهة التيار وبقية الأصابع تشير باتجاه الحقل المغناطيسي. ويمكن تكبير مجال الحقل المغناطيسى بواسطة تكبير الذبذبات الخارجة من المادة عن طريق إمرار تيار كهربى من الشمال للجنوب.
آلة تسلا للتيار المتردد
وخلال عام 1887 حصل “تسلا” على سبع براءات اختراع في نظام توليد التيار الكهربي المتردد، وهنا اشتعلت حرب الكهرباء بين “أديسون” و”تسلا”.. ولكن “تسلا” حسم الموقف لصالحه عندما أضاء المعرض العالمي بشيكاغو باستخدام التيار المتردد.
حلم الكهرباء اللاسلكية
برج تسلا
في عام 1899 نجح “تسلا” في نقل مائة مليون فولت من الكهرباء عالية التردد لاسلكياً عبر مسافة 36 ميلاً لتضيء 200 مصباح وتشغل محركاً كهربائياً، وذلك في مدينة ” كولورادو سبرينجز”، وكانت تلك تجربة فريدة خطفت أبصار سكان المدينة، حتى إنهم أطلقوا عليه اللقب (الساحر)..
وفي عام 1895 استطاع “تسلا” بمساعدة شركة “وستنجهاوس Westinghouse” من استغلال الطاقة الكهربية الرهيبة لشلالات نياجرا، متفوقين بذلك على شركة “أديسون”.
وكان حلم “تسلا” أن يبني برجاً عالياً يمد من خلاله السفن والمنازل بالكهرباء اللاسلكية، ولكن نقص التمويل حال دون إتمام المشروع، خاصة بعد إفلاس شركة “وستنجهاوس” وإنفاق معظم أمواله على تجاربه العبقرية التي لم يكتب لمعظمها النجاح، ولازالت بقايا برج “واردنكلايف” موجودة حتى الآن.. وقد رأى الناس برقاً صناعياً يضرب الأرض من ارتفاع 45 متراً قوته ملايين الفولتات!.
نحس لا حد له!
مخترعات بلا حصر
كان اهتمام “تسلا” بالكهرباء وصل إلى حد الهوس، فصار يقضي معظم وقته في ألعاب كهربائية لا تنتهي، وقد وجه بعض الاهتمام في نفس الوقت إلى الموجات عالية الذبذبة، وقدم 17 براءة اختراع حول هذا المجال، بل إنه قدم طلباً لبراءة اختراع الراديو قبل “ماركوني” بثلاث سنوات، ولكن الدعم المالي والاجتماعي لماركوني حسم الموقف هذه المرة لصالح الأخير، وعندما حصل الإيطالي على جائزة نوبل عام 1909، بكى “تسلا” ألماً من تجاهله على الرغم من أن “ماركوني” كان يستخدم معدات من ابتكار “تسلا”!.
كما أن “أديسون” رفض تقاسم جائزة نوبل عام 1916 مع “تسلا”، فحجبت عنهما معا!.. ومازالت معظم تجارب “تسلا” مثاراً لحيرة العلماء ومحاولة كشف غموضها.
أبحاث على تجارب تسلا لا تتوقف
الروبوت الأول
في عام 1898 قدم “تسلا” نموذجاً لقارب يتم التحكم بحركته لاسلكياً، وقد وجه هذا الاختراع أعين رجال الحرب إليه، ولكنه طلب من الجماهير أن تفكر أكثر في استخدام (الخدم الآلية) في الأعمال المنزلية، وكانت هذه هي أول إشارة لظهور فكرة الروبوت، والتحكم عن بعد، وجهاز الريموت كنترول المتوفر الآن هو تطور طبيعي لهذا الاختراع.
في الواقع كانت طموحات “تسلا” أكبر مما تتحمله عقول البشر في ذلك العصر، فهو يتكلم عن الهاتف المحمول، وعن التليفزيون وعن برامج معلوماتية شاملة وشبكة هائلة للمعلومات ونظام متكامل لنقل الكهرباء لاسلكياً، الانتقال الآني والسفر عبر الزمن والأبعاد، وعن أشعة الموت التي تستطيع أن تفني جيشاً في لحظات، عن الاتصالات بين الكواكب والميكروويف، هذه عبقرية فاقت عصرها، وربما هناك عذر لأهل ذلك العصر الذي لم يكن أحدهم يعرف عما يتكلم هذا العبقري!
“تسلا- أينشتاين”
هناك حكاية يتداولها البعض عن تجربة تدعى تجربة “فيلادلفيا” عام1943، وفيها يتم التعاون بين أكثر رجلين عبقرية في ذلك الوقت “تسلا” و”أينشتاين”.. حيث كانت التجربة هي إخفاء المدمرة “الدريدج” باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية.. ويقال إن المدمرة اختفت تماماً بالمعنى الحرفي، أي أنها لم تعد داخل حيز المادة، وعندما عادت للظهور كانت أجسام بعض البحارة قد تداخلت مع جسم المدمرة، وهذه التجربة نشرت في كتاب “آفاق خفية” للكاتب “فنسنت جاديس” عام 1965.
حصل “تسلا” على 700 براءة اختراع، وتوفي في عام1943، في غرفة بفندق متواضع لا تليق بصانع القرن العشرين، وقد اختفت معظم أوراقه وأبحاثه من غرفته بالفندق، فقد أعلن أنه اكتشف أشعة الموت في ذروة الحرب العالمية الثانية.
ربما لم يحظ بشهرة “أديسون” أو “أينشاتين”، ربما لم يبلغ ذروة الثراء وتقام له التماثيل في كل مكان، ربما لم يفز يوماً بجائزة نوبل وإن تسبب في منح هذه الجائزة لآخرين استخدموا مبتكراته وأبحاثه، ولكن كل من ينظر إلى القمر يتذكر فوهة “تسلا”، وكل من يدرس الفيزياء يعرف جيدا من هو ” تسلا” وما هو ملف “تسلا”.. وكل من يمسك بريموت كنترول لابد أن يعرف أن “تسلا” هو أول من فكر في صنعه.
الغريب أن بعد موت “تسلا” انتشرت شائعات غريبة عنه، حتى إنه قد سرت شائعة في أمريكا أن “نيكولا تسلا” لم يمت، بل هو حي يدير مشروعاً سرياً آخر يدعى مشروع “مونتوك”، حيث تمارس تجارب حول نقل الموجات الكهرومغناطيسية بين العقول البشرية وتجارب حول التخاطر، وأن خبر موته هو خبر مزيف أو أنه انتقل عبر الزمن!.. حتى تم كشف المشروع عام 2002 في حديقة “كامب هيرو “، ولم يجد أحدهم أي تجارب سرية!.
كان هذا مجرد جزء من حياة العبقري “نيكولا تسلا”..