بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لقد بيّنت الاحاديث- بعد الآيات- الغرض من المعراج واليك طائفة من هذه الاحاديث.
1- يقول ثابت بن دينار سألت الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام عن اللّه جلّ جلاله هل يوصف بمكان فقال: "تعالى اللّهُ عن ذلِكَ".
قلت: فلم أسرى بنبيه محمّد صلّى اللّه عليه وآله إِلى السماء؟
قال: (لِيُرِيَهُ ملكوتَ السماوات وما فيها من عجائب صنعِهِ وبدائع خلقه).
2- وقال يونس بن عبد الرحمان قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام لأيّ عِلةٍ عرج اللّهُ بنبيّه إِلى السماء ومنها إِلى "سدرة المنتهى"، ومنها إِلى "حجب النور" وخاطبه وناجاهُ هناك واللّه لا يوصف بمكان؟.
فقال عليه السلام: "إنّ اللّه لا يُوصفُ بمكان ولا يجري عليه زمان، ولكنّهُ عز وجل أراد ان يُشَرِّف به ملائِكته، وسكان سماواتِهِ، ويكرّمَهُم بمشاهدته، ويُريَه من عجائب عظمته ما يخبر بهِ بعدَ هُبوطِه، وليس ذلِك على ما يقُولُه المشبّهون سبحان اللّهِ تعالى عمّا يصِفُون".
أجل يجب أن يكون لرسول اللّه وخاتم الأنبياء مثل هذا المقام العظيم ومثل هذه المنزلة السامقة، ليقول للبشرية العائشة في القرن العشرين، والتي أصبحت تفكر في الهُبوط على "المريخ" و"الزهرة" وغيرها من الانجم البعيدة: بانني قد فعلت هذا من دون أية وسيلة، وانّ ربّي قد مَنّ عليّ وعرّفني على نظام السماوات والأرض، وأطلعني بقدرته وبعنايته على أسرار الوجود، ورموز الكون