TODAY - 27 July, 2010
مظلة جوية وكاميرات إلكترونية وقوات لمكافحة الشغب و35 ألف عسكري لتأمين زيارة نصف شعبان في كربلاء
مشاركون بزيارة نصف شعبان يؤدون الصلاة بضريح الإمام الحسين عليه السلام
أسامة مهدي
بعد ساعات من مقتل وإصابة 75 شخصاً بتفجيرات في ضواحي مدينة كربلاء العراقية الجنوبية بدأت محافظات الجنوب اليوم عطلة رسمية ليومين حيث يواصل مئات آلاف العراقيين من أنحاء البلاد التوجه الى المدينة لإحياء مناسبة النصف من شعبان ذكرى ولادة المهدي الإمام الثاني عشر لدى الشيعة بالترافق مع حشد 35 الف عسكري تدعمها مظلة جوية وتعزيزات عسكرية تتضمن خمسة افواج طوارئ من وزارة الداخلية وفوجي مغاوير من الدفاع والفي شرطية وسرايا لمكافحة الشغب وكتيبة لكشف ومعالجة المتفجرات ومفارز للكلاب البوليسية وهي عمليات خصص لها حوالي ستة ملايين دولار.
مظلة جوية اميركية عراقية
ويؤكد الفريق الركن عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الاوسط نشر 35 الف عنصر من الجيش والشرطة والاجهزة الاستخباراتية بالاضافة الى زيادة عدد اجهزة الكشف عن المتفجرات اثناء الزيارة الشعبانية التي تبدأ اليوم وتصل ذروتها صباح غد الاربعاء في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد). وقد وصلت الى المحافظة تعزيزات عسكرية من بغداد والمحافظات المجاورة في واسط والنجف وبابل والديوانية تتضمن افواج طوارىء للشرطة مع تعزيزات من وزارتي الدفاع والداخلية تضم عدة افواج مغاوير وقوات طوارىء. ومنذ يومين تقوم طائرات اميركية وعراقية بتشكيل مطلة جوية في اجواء محافظة كربلاء لمراقبة اي تحركات مشبوهة تستهدف الزائرين.
لكن هذه الاجراءات تعرضت الليلة الماضية الى خرق امني كبير حين تم تفجير مفخختين عند مدخل كربلاء مما ادى الى مصرع 20 زائرا وأصابة 55 اخرين. واوضح الغانمي خلال مؤتمر صحافي ان الخطة الامنية اخذت بنظر الاعتبار الاخطاء التي حصلت في الخطط السابقة وكيفية تلافيها. وقال "لدينا قوات لمكافحة الشغب لكي لاتستغل المناسبة من قبل بعض ضعاف النفوس وكذلك اخذنا بنظر الاعتبار النيران المباشرة وغيرالمباشرة". واعرب عن امله بان تكون هناك انسيابية في خطوط النقل اثناء الزيارة وتلافي الاختناقات التي حصلت في الزيارات السابقة مشيرا الى انه ستكون هناك اماكن خاصة لتوقف المركبات القادمة للمدينة عند مداخلها مع المحافظات الاخرى.
2000 شرطية و4 الاف عنصر استخباري
واضاف انه تمت زيادة أعداد القوات المرابطة في المناطق الصحراوية المحيطة بكربلاء لمواجهة النيران غير المباشرة التي يمكن ان تصدر من الجماعات المسلحة كما حدث خلال زيارة الامام الكاظم في بغداد مؤخرا.
وعلى الصعيد نفسه قال مدير شرطة كربلاء اللواء الركن علي جاسم انه تم نشر 2000 شرطية في مختلف الحواجز لتفتيش النساء اضافة الى نشر 4 الاف عنصر بزي مدني من عناصر الاستخبارات وخمسة الاف من قوات الرد السريع لمكافحة اعمال الشغب.
اما محافظ كربلاء آمال الدين الهر فقد اشار الى نشر بثلاثة أطواق أمنية تبدأ من الطوق الخارجي ثم الطوق الوسطي وطوق ثالث داخل المدينة اضافة الى تأمين المداخل الخارجية والداخليةلمدينة كربلاء وزيادة أعداد السيطرات ونشر مفارز الكلاب البوليسية وأجهزة البحث عن المتفجرات وكذلك نشر قوة من الأجهزة الاستخبارية بين الزوار مع نشر قوة نهرية على نهر الفرات وبحيرة الرزازة وتوزيع مفارز القناصة فوق أسطح البنايات.
وتشرف على تأمين زيارة النصف من شعبان التي سيصل المشاركين فيها اكثر من مليون شخص وزارات الدفاع والداخلية والصحة والنقل وقيادة عمليات بغداد والقيادات الامنية والخدمية في المحافظات الجنوبية. وتم الانتهاء من نشر قوات امنية لتأمين الطريق الواصل بين العاصمة بغداد نحو محافظة كربلاء واستخدام كاميرات الكترونية لمتابعة الطريق ورصد التحركات المشبوهة بالترافق مع تعزيز الدعم اللوجستي وكذلك الجهود الاستخباراتية ونصب منظومات انارة في السيطرات الامنية تعمل بالطاقة الشمسية اضافة الى توفير حوضيات ماء وحافلات لنقل الزوار ونشر مفارز طبية وخدمات اخرى حيث طلب مجلس المحافظة من الحكومة المركزية مبلغ يعادل ستة ملايين دولار لتأمين متطلبات تنفيذ هذه الاجراءات.
منع حمل صور المراجع والسياسيين او ترديد شعارات طائفية
وقد اصدرت قيادة عمليات كربلاء تعليمات منعت بموجبها حمل صور المراجع الدينية او الشخصيات السياسية وعدم السماح بحمل الشعارات الطائفية او السياسية مع تحذير الزائرين بعدم السير ليلا وتجنب تناول الاطعمة والاشربة من الاماكن غير المعروفة المصدر خوفا من دس مواد سامة فيها.
يذكر ان المسلمين يحيون ذكرى ولادة الامام محمد بن الحسن المهدي بزيارة مرقد الامام الحسين عليه السلام في كربلاء في الخامس عشر من شهر شعبان الذي يصادف غدا الاربعاء. وكان النظام العراقي السابق قد منع الشيعة من ممارسة طقوسهم الدينية وزيارة الاماكن المقدسة الا أنهم بدأوا بممارستها بعد سقوط النظام عام 2003 لكن جماعات مسلحة متطرفة تقوم في مناسبات عدة باستهداف جموعهم. وكانت كربلاء قد تعرضت الى سلسلة تفجيرات دموية بسيارات ملغمة في زيارة اربعينة الامام الحسين بن علي في شهر شباط (فبراير) الماضي أسفرت عن مقتل وأصابة حوالي 200 شخص.
وخلال الايام الاخيرة احبطت وزارة الداخلية محاولة استهداف مراسيم الزيارة الشعبانية بتفجير عبوات ناسفة حيث تم الكشف في قضاء المسيب عن معمل لتصنيع وخزن العبوات الناسفة يستهدف مراسيم الزيارة الشعبانية. وتم القاء القبض على عضو بنظيم القاعدة يشرف على عمليات التصنيع والتخزين وزرع العبوات الناسفة. وضبطت الاجهزة الامنية في المكان عدد من العبوات الناسفة ومعدات تفجير وحشوات دافعة واسلاك تستعمل في عمليات التفجير اضافة الى اسلحة متنوعة اضافة الى ملابس عسكرية كان مسلحون يعدون لاستخدامها للتمويه خلال تنفيذ عملياتهم ضد الزوار.
وكان وزير الداخلية العراقي اكد الاسبوع الماضي خلال زيارة الى النجف جاهزية القوات الأمنية لتأمين الزيارة مشيرا الى ان الوزارة قامت بتسهيلات دخول الزوار العرب والأجانب عبر منحهم تأشيرات الدخول الفورية عند المنافذ الحدودية البرية والجوية. واوضح ان وزارة الخارجية قامت بتسهيلات عدة لدخول الزوار العرب والأجانب القادمين للزيارة عبر منحهم تأشيرات الدخول الفورية عند المنافذ الحدودية البرية والجوية العراقية.
elalem
المزيد: رئيس ادباء واسط: المتنبي لم يلق بظلاله على ابناء المحافظة!!!