بسم الله الرحمن الرحيم


اعلم أن العهد والميثاق قائم في كل شيء وبالقيام بها قيام واستقامة للحياة وبالاخلال بها اخلال واضرار بكل شيء .

* أصل الإيمان عهد وميثاق ، قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ )

* العقد الذين بين الزوج والزوجة ميثاق ، قال تعالى (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)

* العهد الذي بين الحاكم والمحكوم ميثاق ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) وفي الحديث ( ستكون خلفاء تكثر قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم) و الحديث (من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) وهذا بين في شدة نقض العهد .

فتعلم أن أصل الإيمان عهد وميثاق وفى به المسلم ونقضه الكافر ثم بقية الأمور على نفس المنوال فالمؤمن يلتزم الوفاء والكافر والمنافق لا يباي بالنقض والخديعة , وتأمل شدة عناية الإسلام بأمر العهود وأنها رباط واجد ولازم لأنه صدق وحق وهي المادة التي تقوم عليها وتبنى عليها الإيمانيات والشرائع بل وأمر العبودية لله ككل , فتأمل تغليظ نصوص الوحي لهذا الأمر قال تعالى ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) وفي الحديث الذي جاء في التخليض عن ضد والفاء والصدق وهو قول الباطل والزور ما جاء في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟!) قلنا: بلى يا رسول الله، قال عليه الصلاة والسلام: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئاً فجلس فقال: (ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور).

ولتعلم الانحراف الشديد الذي غذي بها اتباع هذه المدرسة المنحرة وهي الأخوان وفروعها وخاضوا فيه بحيل وتلاعب بالمصطلحات والنصوص لتمرير هذا الباطل فمن نقضهم للعهود :
- دعوتهم للبيعات الخاصة والتي تستوجب نقض للعهد مع الحاكم الموجود .
- دعوتهم للافتيات بشتى صوره من مظاهرات واعتصامات وفتوى بجهاد وسفر وهذا اخلال بمقتضى الإيفاء بالعهد واستخفاف بالحق الالزم منه من تولي الحاكم شؤون العامة .
- قيامهم بالغتيال والخطف للأجانب وهذا نقض لأكثر من عهد لعهد الحاكم ولكون هذا الوافد دخل بعهد يكف له الأمان .

ثم بعد هذا تعلم سبب عدم فلاح هؤلاء القوم وفشلهم بل وما تسببوا فيه من ضرر بليغ على الناس والمسلمين بشكل أخص وتعم أنه أبعد الناس عن أصول الدين ومعاقد الشريعة التي تنبى عليها بقية الأمور كيف وقد جاء بهذا النص قال صلى الله عليه وسلم "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" .