مرحبا
عادة ما كانت روايات وأفلام الخيال العلمي مصدر إلهام العلماء لابتكار واختراع جميع المنجزات والاختراعات الحديثة التي نستخدمها كل يوم.
وكما هو الحال مع سابقاتها، ألهمت سلسلة أفلام الخيال العلمي «سوبر مان» فريقًا من العلماء البريطانيين لتطوير وسيلة جديدة لتخزين المعلومات على وسائط تخزين غير تقليدية مصنوعة من الزجاج، على غرار «بلورة الذاكرة» التي استخدمها البطل في أحداث الفيلم.
واستخدم الباحثون في جامعة «ساوثامبتون» البريطانية (Southampton University) أشعة الليزر في إعادة ترتيب الذرات داخل قطعة من الزجاج النقي، وتحويلها إلى نوع جديد من ذاكرة الكمبيوتر.
وادعى العلماء أن الذاكرة الزجاجية الجديدة هي أكثر استقرارًا ومرونة من وسائط تخزين الأقراص الصلبة المستخدمة حاليًا، التي يتحدد عمرها ببضعة عقود فقط، والتي تكون عرضة للتلف من الحرارة المرتفعة والرطوبة.
وتمتاز بلورة الذاكرة الجديدة بالقدرة على تحمل درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 1800 درجة فهرنهايت (982.2 درجة مئوية)، كما أنها لا تتأثر بالماء، بل تستمر لآلاف السنين دون فقد للمعلومات المخزنة عليها.
أما بالنسبة لقابلية الاستخدام العملي لبلورات الذاكرة، فيمكن كتابة المعلومات ومحوها وإعادة كتابتها داخل التركيب الجزيئي للزجاج عبر استخدام أشعة الليزر.
فهذه العملية تغير من طريقة مرور الضوء عبر الزجاج، من خلال تكوين دوامات من الضوء المستقطب، يمكن بعد ذلك قراءتها بالطريقة نفسها كما في بيانات الألياف الضوئية.
ويقول مارتيناس بيريسنا (Martynas Beresna)، الباحث الرئيسي للمشروع في مركز بحوث الإلكترونيات البصرية في جامعة «ساوثامبتون»، إن فريقه قادر على تخزين ما يعادل محتوى قرص تخزين «بلوري» كامل - حتى 50 جيجا بايت من البيانات - على قطعة من الزجاج لا يتعدى حجمها شاشة الهاتف المحمول.
ويؤكد بيريسنا على أن أي معلومات تتم كتابتها على الزجاج تدوم إلى الأبد، مشيرًا إلى أن البلورة الذكية ستصبح أكثر أشكال وسائط التخزين استقرارًا وأمانًا.
وسوف تستفيد الشركات والمؤسسات التي تحتفظ بأرشيف ضخم وهائل من البيانات من وسيط التخزين الجديد الذي سيكون البديل الأمثل لوسائط التخزين التقليدية التي لها فترة عمر قصيرة نسبيًّا.