الكوكب الأخضر: طموح تكنولوجي وعلمي؟؟
قدرتها الدائمة على أن تكون في طليعة الجموح التكنولوجي والعلمي، والتحدي بالإبتكارات الأقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، استطاعت دُبي مؤخراً أن تُنشئ غابة إستوائيةً مطيرة داخل أحد فنادقها، وهو فندق “ذا روزمونت هوتيل أند ريسزيدنس” الذي يتبعُ سلسلة فنادق هيلتون.
وقد أتت فكرة إنشاء هذه الغابة الإستوائية المطيرة بعد أن رأى العاملون عليها أنها ستكون الوجهة الطبيعية الأنسب خاصة لزوار الفندق الذي بموقعه يبعُد عن الشاطئ، ليجدوا عنه بديلاً ترفيهياً وتثقيفياً على حدٍ سواء في هذه الغابة المطيرة.
وهذه المشاريع المبتكرة والغريبة التي تُعنى بالطبيعة، والتي تستطيع أن تخلق طبائع مختلفة من شتى مناحي الكون داخل بيئة صحراوية خليجية ليست بجديدةٍ على دُبي، فقط استطاعت أيضاً شركة “مراس القابضة” أن تفتتح في الأول من أيلول المنصرم لعام 2016 غابة مطيرة أخرى أسمتها “الكوكب الأخضر” (ذا غرين بلانيت) والتي اعتبرت أهم تجسيد حي واقعي وتفاعلي لغابات الأمازون. وهي عبارة عن قبة بيولوجية أهدافها ترفيهية وتثقيفية على حدٍ سواء، تضم من ضمن ما تضم أكثر من 3000 كائن نباتي وحيواني آتين من كافة بقاع الأرض، البعيدة منها والقريبة، في بيئة تحاكي الواقع والطبيعة بصورة عالية بحيث تم ضبط الحرارة والرطوبة فيها لتصبح وكأنها ليست إلا قطعة حقيقية مأخوذة من غابات الأمازون.
وقد بدأ الكوكب الأخضر هذا باستقبال زواره الذين في أول وصولهم إليه ينتظرهم قاع غابة مغمورٍ بالمياه، يحوي أنواع أسماكٍ غريبة مختلفة، ليصعدوا منه إلى أعلى الشجرة التي حطّمت رقماً قياسياً عالمياً جديداً باعتبارها أكبر شجرة صنعها الإنسان في العالم والتي يبلغ إرتفاعها 25 متر. ويلتقون أثناء تجوالهم في الغابة شلالاً يبلُغ طوله 10 أمتار، ويصادفون ما يقارب كافة أنواع الحيوانات والحشرات والنباتات الإستوائية وغير الإستوائية الغريبة.
وتحوي الغابة نظام مطري حسي متقدم والذي يحاكي التجربة والإحساس المرافق لمياه الأمطار الإستوائية، والمربوطِ بأجهزة إستشعار تعمل على إسقاط الأمطار في الأماكن التي يتواجد فيها الناس من دونِ أن يتعرضوا للبلل.
وستستقبل هذه الغابة طلاب المدارس، وبذلك ستخدمُ أهدافاً تعليمية وتثقيفية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إحدى أهم أهدافها ستكون بيئية، وذلك لأن القائمين عليها وضعوا نصب أعينهم أهمية استغلالها للتوعية بضرورة الحفاظ على البيئة، وذلك بكونه أيضاً مبنى “رائد في مجال الطاقة والتصميم البيئي” حيثُ تعمل القبة بنظام التوازن البيئي.
وقد صمم المبنى على أساس الحفاظ على الطاقة، ومن الأمثلة على ذلك قيامه بتجميع المياه وتخزينها وإعادة تدويرها بشكلٍ دائم وبذلك لا يتم إستهلاك كمية كبيرة من المياه.
صحيح ان ثمة معايير لجهة نقل الكائنات من بيئتها الطبيعية الى بيئة مصطنعة , الا ان ما يشفع للمشروع انه يطلق صرخة بيئية ويحض على الحفاظ على الكوكب .