كيف تعرف نمط التعلم الخاص بك وتعمل على تطويره؟


3
أنماط التعلم تعتبر من الأمور التي يهتم بها علم النفس بدرجة كبيرة، نظرًا لسعيّ العلماء الدائم إلى فهم الطريقة التي يفكر بها الطالب، والأشياء التي تؤثر به وتساعده على التعلم بدرجة أكبر. وبالتالي، فإنّ إدراكك الشخصي لنمط التعلم الخاص بك، سوف يساعدك في عملية التعلم وتحقيق الاستفادة القصوى منها، لذلك سوف نتحدث في المقال عن أنماط التعلم الموجودة، وكيف يمكنك العمل على تطويرها.
أنماط التعلم
نحن نعرف أنّ استجابتنا للمؤثرات تختلف من شخص لآخر، وبناءً عليه فإنّه توجد العديد من طرق التعليم التي تُستخدم، فلا تتعجب من أنّك تستجيب لطريقة معينة، وتجد فيها القدر الأكبر من الاستفادة، في حين أنّ زميلك لا يحدث معه هذا، بل إنّه يستجيب لطريقة مختلفة تمامًا، لا تجد أنت فيها الفائدة الكبرى. هذا يرجع لكونكما تملكان نمطين مختلفين من أنماط التعلم.
تفيد نظرية أنماط التعلم أنّه يوجد ثلاثة أنماط رئيسية نعتمد عليها في التعلم كالتالي: النمط البصري، النمط السمعي، النمط الحسي.
ويهتم المعلم بمعرفة النمط الخاص بالطلاب الموجودين معه؛ لكي يوفّر لهم الوسائل التعليمية التي تناسبهم، وفهمك لنمط التعلم الخاص بك وإظهاره، سوف يساعد المعلم على معرفة أفضل الوسائل التي يمكنه استخدامها في الشرح، وبالتالي تستفيد أنت من الأمر وتحقق أكبر استفادة ممكنة.
1- نمط التعلم البصري
يفضل أصحاب هذا النمط الاعتماد على الأشياء المرئية مثل: مشاهدة الفيديوهات، والأفلام والصور، فهم في الأغلب يعتمدون على الملاحظة لفهم الأمور بصورة أفضل.
يعمل أصحاب هذا النمط بناءً على التعليمات المدوّنة، بحيث يمكنهم رؤيتها أمامهم طوال الوقت، وبالتالي يسهل عليهم تذكرها وفهمها والتعامل معها.
والوسيلة الأفضل لفهم كيفية فعل أي شيء بالنسبة لهم، هي رؤيتهم لآخرين وهم يفعلونه بأنفسهم.
2- نمط التعلم السمعي
يفضل أصحاب هذا النمط الاعتماد على الأشياء المسموعة مثل: الحديث وتبادل المعلومات مع الآخرين، فهم في الأغلب يعتمدون على السمع والنطق لفهم الأمور بصورة أفضل.
يعمل أصحاب هذا النمط بالاعتماد على التعليمات الشفهية أكثر، فهم عندما يتحدثون مع غيرهم، تزداد قابليتهم على الفهم وتنفيذ المطلوب منهم، في حين أنّ التعليمات المكتوبة تمثل لهم مشكلة في الأغلب؛ لأنّهم لا يفهمونها بالشكل الصحيح، وبالتالي فإنّ أفضل طريقة لتنفيذ الأشياء بالنسبة لهم، هي الاستماع إلى شخص قام بفعلها من قبل.
3- نمط التعلم الحسي
يفضل أصحاب هذا النمط الإحساس بالأشياء وتجربتها بأنفسهم من أجل التعلم، فيكثر لديهم الاعتماد على اللمس، والعمل اليدوي لفهم الأمور بصورة أفضل.
وعلى عكس النمطين الآخرين، فإنّ الطريقة الأفضل لتنفيذ أي شيء بالنسبة لهم، هي تجربتهم له بأنفسهم، فهم يعتمدون على التجربة للفهم، لا على التعليمات المكتوبة أو المسموعة.
كيف تعرف النمط الخاص بك؟
إذا كنت ترغب في معرفة النمط الخاص بك، عليك أن تفكر حول الطريقة التي تعتمد عليها للتعلم.
إن كنت تهتم بحركة المعلم داخل الفصل، وتجد أنّ في استخدامه للوسائل البصرية، كالفيديوهات، والصور والرسوم البيانية، وأيضًا الكتابة على اللوحة الدراسية “السبورة”، استفادة أكبر لك، فإنّ هذا يعني أنّك تميل إلى نمط التعلم البصري.
إن كنت تهتم بما يقوله المعلم، دون الاهتمام بأي عنصر آخر، أو تهتم دائمًا بالحديث معه أو مع أصدقائك لفهم الدروس، وترى أنّ نبرة الصوت تؤثر في فهمك للآخرين وما يقصدونه من حديثهم، فإنّ هذا يعني أنّك تميل إلى نمط التعلم السمعي.
إن كنت تهتم أكثر بالتجربة وأن تنفّذ الأشياء بنفسك لتفهمها، ولا تحب المشاركة في الحديث إلا قليلًا، فإن هذا يعني أنّك تميل إلى تمط التعلم الحسي.
كيف تطور نمط التعلم الخاص بك؟
بعد معرفتك لنمط التعلم الخاص بك، من الضروري أن تعمل على تطويره؛ لأنّ هذا يعني حصولك على أكبر قدر من الفائدة.
النمط البصري
1- لا تكتفِ بما يعرضه لك المعلم، بل ابحث بنفسك عن المزيد من الفيديوهات والصور.
2- أكثِر من التدوين للمعلومات التي ترى أنّها هامة بالنسبة لك، مستخدمًا الرسم والكتابة، بحيث يمكنك تذكرها بسهولة لاحقًا.
3- شاهد لوحات وأعمال فنية لفنانين مختلفين، بحيث تزداد قدرتك البصرية.
النمط السمعي
1- جرّب الحديث مع نفسك وتسجيل ما تقوله، ثم الاستماع إليه.
2- اكثِر من الاستماع إلى أعمال بلغات أخرى، واعتمد على نفسك في محاولة فهم ما يُقال، لا على الترجمة المكتوبة.
3- اعتمد في القراءة على القراءة الجهرية لا على القراءة الصامتة.
4- اهتم بالنقاش مع الآخرين في الموضوع الذي تدرسه، أو في كافة القضايا التي تهمك، وبادلهم الآراء عنها.
النمط الحسي
1- جرّب المشاركة في المسرحيات الدراسية.
2- استخدم تقنية لعب الأدوار لتقليد الشخصيات المختلفة، لا سيما الشخصيات الموجودة في الدرس.
3- إبحث عن التجارب الموجودة في الدروس، وجرّب أن تنفذها بنفسك في المعمل المدرسي إن أمكن ذلك.
كل هذه الأشياء من شأنها أن تساعدك في تطوير نمط التعلم الخاص بك، لكن تذكر أن تحاول أيضًا معرفة بقية الأنماط، وأن تحاول قدر الإمكان اكتساب ولو قدر قليل منها، فوجود أكثر من نمط لديك يمكنه أن يساعدك على تحصيل المعرفة بقدر أكبر، وكذلك سوف تستجيب للوسائل المختلفة التي يعتمد عليها المعلم، فتصبح عملية التعلم أكثر سهولة بالنسبة لك.