لديك مكتب فوضوي؟ إذًا أنت من العباقرة!
2
ينصح خبراء زيادة الإنتاجية بترتيب مكتبك وبيئة العمل قبل البداية؛ كي ينعكس على زيادة الإنتاجية والتركيز و… و… و… إلخ. ولكن هل يعني ذلك أنّ المكاتب الفوضوية لا تساعد على الابتكار وزيادة الإنتاجية؟
آينشتين ومارك توين وستيف جوبز من المشاهير الذين تتكدس مكاتبهم بالأوراق والفوضى العارمة، عندما سُئل آينشتاين عن مكتبه قال: “مكتب مزدحم بالأوراق يدل على عقل مزدحم بالكثير من الأفكار”.
ستيف جوبز في مكتبه… مصدر الصورة
يساعدك العمل في بيئة مرتبة ومنظمة على تعزيز العادات الصحية الغذائية لديك، وتحقيق أهداف جيدة مختلفة وفقًا لأبحاث حديثة ولكن العمل في بيئة فوضوية يعزز التفكير الإبداعي، ويحفز إنتاج الأفكار الجديدة والبعد عن كل ما هو تقليدي!
هذا ما تشير إليه دراسة حديثة من جامعة مينيسوتا والتي تفترض أنّ المكاتب الفوضوية للعباقرة ترتبط بمعدل ذكائهم العالي، فإن كنت لا تقضي وقتًا طويلًا في تنظيم وتنظيف مكتبك فعقلك مشغول بإنتاج أفكار مبتكرة وأفكار أخرى مهمة والتي تود إنجازها، فتوفير الكثير من الوقت كي تحافظ على نظافة مكتبك يوفر لك المزيد من الوقت لإنجاز المهام.
صورة التقطت لمكتب آينشتين يوم وفاته… مصدر الصورة
في البداية نتعرف معًا على التجارب التي أجراها الباحثون لإثبات تلك الفرضية:
قام الباحثون بإجراء تجربتين لبحث تأثير البيئات الفوضوية على الإبداع، واستندت التجربة الأولى على توفير نوعين من المكاتب للمشاركين: مكاتب منظمة وأخرى فوضوية.
وطُلب من المشاركين تعبئة استبيانات بعد تقسيم المشاركين على المكاتب المنظمة تم ترتيب كل الأدوات والأوراق فيها بعناية، ومكاتب فوضوية حيث قمنا بنثر الأدوات المكتبية في أركان مختلفة من الغرفة.
بعد ذلك، أتيح للمشاركين فرصة التبرع لبعض الأعمال الخيرية، وسمح لهم بتناول وجبة خفيفة من الشوكولاتة أو التفاح في طريقهم للخروج.
ساعد الجلوس في غرفة نظيفة المشاركين على تنفيذ المطلوب منهم كما المتوقع، بالمقارنة مع المشاركين في الغرف الفوضوية كانوا أكثر المتبرعين بالأموال للأعمال الخيرية، واختار أكثرهم التفاح كوجبة خفيفة عن الشوكولاتة.
في التجربة الأخرى طلب العلماء من المشاركين ابتكار استخدامات جديدة لكرة البنج بونج مع توزيعهم في الغرفتين السابقتين أيضًا، وكانت النتيجة تساوي عدد الأفكار التي أنتجها المشاركون في الغرفتين من حيث الكم، ولكن اختلفت جودة الأفكار التي أنتجها المشاركون في الغرفة الفوضوية حيث كانت أكثر ابتكارًا، وحازت على أعلى التقييمات من قبل الحكام.
وتشير الأبحاث أيضًا أنّ عرض منتج جديد ومنتج غير مكتمل على الفريقين، وطلب تكملة ذلك المشروع أو إنشاءه من البداية، اختار المشاركون في الغرفة الفوضوية إنشاء منتج جديد تمامًا ينفذونه من البداية، وهذا يدل على أنّ البيئة غير المنظمة تحفز الفرد على الخروج من التقليدية إلى الابتكار وعدم انشغاله بها يوفر له مساحة حرة للتفكير، أمّا البيئات المنظمة تشجع على اختيار الحل الآمن المؤسس سابقًا والاستمرار عليه، وهذا ما يوضحه لنا بروفيسور Abrahamsonn في كلية إدارة الأعمال بكولومبيا: “تشير العديد من الدراسات أنّ الأشخاص الذين يفضلون المكاتب المنظمة يميلون إلى اتباع الأوامر ولديهم استعداد أقل الانفتاح على التجارب المختلفة، عن نفسي ألجأ لترتيب مكتبي عندما أشعر بعدم الإنتاجية، وأماطل عن تنفيذ بعض المهام”.
وركز الباحثون على إجراء التجارب في أماكن مختلفة فاعتمدت الدراسة على استخدام 6 أماكن مختلفة بتقسيمها إلى أماكن منظمة، وأخرى فوضوية كي تثبت فرضية أنّ الأماكن المحددة لا تؤثر على الإبداع بقدر ما هي عليه من نظام أو فوضى، ودورها في تغيير التصرفات الشخصية.
تضمنت الأبحاث أيضًا تأثير النظام والفوضى في العالم الافتراضي أيضًا حيث وجد العلماء أنّ صفحات الإنترنت المنظمة والفوضوية لهما نفس تأثير البيئات الحقيقة على تصرفات الأفراد.
وفي النهاية تشير الأبحاث إلى أنّنا نتعرض إلى مختلف البيئات المتباينة في درجة النظام والفوضى مثل: بيئة مكتب العمل، والمنازل، والسيارات، أو حتى الإنترنت بدون قصد ولكنك تتأثر بها من دون وعي.
يمكنك مشاهدة الفيديو التالي لأصحاب الأبحاث التي أشرنا إليها Joseph Redden و Ryan Rahinel العاملين بجامعة مينيسوتا يناقشون فيها الأفكار السابقة.