كيف تصبح أكثر تركيزًا أثناء المذاكرة؟
هل تعاني من ضعف التركيز أثناء المذاكرة؟ حسنًا… دعنا نناقش الأسباب بوضوح ثم نطرح الحلول الممكنة بعملية وواقعية.
المشتتات التي تسرق تركيزك نوعان:
مشتتات خارجية: مثل الضوضاء والحركة المستمرة، وطريقة المحاضر نفسه.
مشتتات داخلية: مثل أحلام اليقظة وتفكيرك في أمور أخرى غير موضوع الدراسة، وأيضا الشعور بالقلق أو عدم الفهم.
بخلاف هذه الأمور هناك عوامل أخرى تؤثر على تركيزك أثناء الدراسة أهمها على الإطلاق عدم انتباهك أنت لموضوع الدراسة، أو للمحاضرة بسبب عدم الاهتمام أو الانشغال بأمور أخرى.
إذن، لنتفق أنّ عدم التركيز ليس عارض مرضي يحدث لك، وإنّما أنت المسؤول الأول عنه وبالتالي فأنت الوحيد القادر على ضبط قواك العقلية وزيادة تركيزك.
سأقدم إليك بعض النصائح الهامة والتي عليك أن تهتم بها بشدة؛ لتحصل على مزيد من التركيز أثناء الدراسة سواء منفردًا أو أثناء المحاضرة.
تعود على المذاكرة في جو هادئ
اهتم بهذه العادة حتى لو كنت تعتقد أنك تحب المذاكرة على صوت الأغاني مثلًا.
هناك معتقد شائع بأنّ المذاكرة على صوت الأغاني يزيد من التركيز ولكني أؤكد لك خطأ هذا المعتقد تمامًا.
نحن نتحدث عن التركيز وبالتالي فإن كنت تفعل شيئًا لا يحتاج لتركيز عال فيمكنك أن تستمع إلى أي صوت تحبه خلال ذلك، مثل: الرسم مثلًا، أو تبييض المحاضرات وخلافه.
ولكن بشكل عام عليك أن تعتاد على تهدئة الجو تمامًا في حالة مذاكرة المواد التي تحتاج منك لتركيز جيد، حيث لا تسمع ولا ترى غير المعلومات الدراسية، وبالتالي يعطي عقلك كل تركيزه لما يستقبله فقط.
التزم بجدول دراسي دوري وفعال
تعلم كيف تقوم بعمل تنظيم لأوقات دراستك بأي شكل تحبه، الاعتياد على الدراسة في أوقات معينة وبطرق معينة يجعل عقلك يعتاد على التعامل مع نوعية العلوم وطرق الدراسة خلال الأوقات المخصصة لها.
التنظيم في حد ذاته شيء مريح للعقل ويزيد من قوة إدراكك واستيعابك لما تدرسه.
وأيضًا تنظيم أهدافك قبل المذاكرة، بحيث تركز على جزء معين لتنتهي منه في فترة زمنية محددة، ولا تضغط نفسك بدراسة الكثير من المواد في وقت ضيق، سيشعرك هذا بالقلق ولن تستطيع إنجاز شيء يذكر.
تجنب أحلام اليقظة
أحلام اليقظة من أهم المشتتات الداخلية التي تسرق تركيزك، فأنت عندما تسرح بتفكيرك في أمور أخرى تستغرق حوالي 6 دقائق لتعود للحالة التي كنت عليها من التركيز.
لا شيء ولا أحد يمكنه منعك عن التمادي في أحلام اليقظة سواك، عليك إذن أن تدرك نفسك ولا تترك نفسك لتتمادى في التفكير في موضوعات أخرى خارج نطاق الدراسة.
لتضع أي أمور أخرى جانبًا، وقل لنفسك أنّك ستفكر فيها باستفاضة حالما تنتهي من الدراسة.
خُذ قسطًا من الراحة بشكل دوري
التفكير بشكل عام نشاط عقلي، والاستمرار في المذاكرة لفترات طويلة يجهد عقلك، مما يؤثر سلبا على قوة أداؤه.
عليك إذن أن تكرر روتين الدراسة بإعطاء العقل فترات راحة قصيرة بين أوقات المذاكرة، ومن الأفضل أن تجعل فترة المذاكرة المستمرة حوالي 50 دقيقة ثم تستريح لمدة عشر دقائق مثلًا بدون عمل أي مجهود عقلي على الإطلاق.
وإذا كنت تفضل أن تستمر في الدراسة ساعتين أو ثلاثة فيمكنك تعويض ذلك بزيادة فترة الراحة بشكل مناسب.
اظهر مدى اهتمامك للمحاضر
اجبر نفسك على الاهتمام بموضوع الدراسة، ودع المحاضر يشعر بمدى اهتمامك حتى ولو بشكل ظاهري في البداية، سيعطيك هو أيضًا مزيدًا من الاهتمام بقوة التواصل بينكما مما سيجذبك أنت تلقائيًا لموضوع المحاضرة، ويزيد من قوة تركيزك واستيعابك للموضوع ككل.
قبل المحاضرة راجع أهم ما قيل سابقًا
اقرأ في عجالة العناوين الرئيسية والفرعية، تذكر ما قد درسته من قبل، بهذا سيعمل عقلك على ربط المعلومات الجديدة بخبرات سابقة… مما يزيد من قوة تذكرها… حيث أنّ الربط بالخبرات السابقة يزيد من قوة الذاكرة.
ويمكنك مراجعة المقال السابق عن عوامل الذاكرة من هنا…
قاوم المشتتات الداخلية والخارجية
سبق وتحدثنا في بداية المقال عن المشتتات بأنواعها ولكني أحب أن أؤكد لك أن هذا هو العامل الأهم في الموضوع كله.
عليك أن تتجنب المشتتات بأنواعها، فأنت أكثر من يعلم بنوعية المشتتات التي تؤثر عليك بشكل عام… عليك إذن أن تحاول تفاديها في أوقات الدراسة… حتى لو كان أكثر ما يشتتك صديق معين… عليك تجنبه لفترة الدراسة على الأقل.
فى النهاية أحب أن أذكرك بأنّك أنت المسؤول الأول والأخير عن قوة تركيزك في المحاضرة، أو في الدراسة… وأنّك الوحيد القادر على إعطاء المزيد من الاهتمام وبالتالي زيادة التركيز.
أمّا إذا كنت تعاني من مشكلة أخرى مرتبطة بالتركيز أثناء الدراسة فأطلعنا عليها، ودعنا نناقشها سويًا… سأنتظرك.