كيف ذهبت وتركتني وحيدة أقلم أظافر بهجتي بعنف وألملم من
رفاته حزني الأزلي؟
أخبرني
كيف قبلت أن أفك ضفائر شقائي وأنشرها على شرفة
ملامحي ليل نهار ؟
تجرع قلمي معي المأسي والصدمات ، تشابكت عليه خيوط الأمل والألم
فتارة يحاول الكتابة بشحنة تحمل في طياتها ابتسامة ملؤها الصفاء
وبوصلات الحنين ، وتارة أخرى يجد نفسه يعبر لهيب اليأس ،
لكنه أخذ قرار بالإعتذار في زمن الإنتظار
وقال :
الى متى ستنزفيه وجرح نزفك لا يبرأ برؤيته؟
الى متى ستبقي في انصهار مع حروف شعره حتى ينصهر كامل
جليد هواك فيه؟
الى متى ستعذب آهاتك بوجع حبيب أبداً لن يواسيك؟
كم من العناء ستتكبدي؟ وكم من الليالي ستسهري؟
وكم من الأسابيع ستقوي على الصمود؟
وكم من الشهور ستتابعي صبرك ومدى تحملك؟
الى أي مدى ستنتظري نزفك؟ وتتركي جرحك غائرا
لا يندمل؟
عذرا ياقلمي ان كنت حقا تعشقني فهذا قدري ، هذا دربي ، أسلكه،
وهذه أنا وهذه يدي تلوح لك تحيتي في الأفق ،
فلا تخاف فالأمل والألم دائما رفيقان ولكن من منهما سيتوج ، هذا
ما يثير الجدل .
حس بنكهة الحياة ، نكهتها مختلفة باستمرار يوم مر ويوم أحلى من الحلا
ويوم بطعم آخر ، تنم عن نظرة ملونة بمفردات ملؤها الهمم
فإذا كنت ياقلمي ستعتذر عن كتابة الشعر
فأنا أعتذر لك لأني في رحلة تلو رحلة ، رحلة ترحل فيها الأحلام وتنهار
فأعيد الإمساك بخيوط الأمنيات ورحلة تتجدد فيها الآمال
فألملم الجراحات وأخفيها صبراً من دون انكسار.
فقد كنت أنتظر الزمن وينتظرني الزمن ، فأخشى أن يمل مني أو أمل منه
فأصبحت أسيرة الانتظار ، حيث تكبر الأحزان أو تذوب وحيث تتفتح الأماني
أو تتجسد أو في النهاية أخضع لذاك أو من تلك أنهار
فصرت أحلم وأتمنى وأعيش تناقضا فيه لحظة انتصار ولحظة انكسار
حتى حانت لحظة أحسست بنار صغيرة أشعلت بداخلي
أخذت في الانتشار
ظننتها محرقة لساحرة من الأزمان الغابرة ، لكنها للقلب صارت مداعبة
فالنار جنة فقد طلت على الأيام اشراقة أمل من بريق عيناه
أمست تلك العيون شموسي وأقماري وهمساته عطرالحياة والنسمات
يتسرب ويتغلغل داخل عمق الذات كنسيم صيفي تراقصت منه ستائر الشرفات
أصبح حديثه دواوين أشعاري وحروفه نثر وضاء الكلمات
فلا تكن مغروراً يا قلم وانتظر فقد بدأنا تعلم تنهيدات الهجاء وزفرات المفردات
من نبض قلب دائم العطاء وضياء هذه المقلات وحقاً .. لم يكن فيض خيالات
فهو ربيع لفصول السنة ورحيق كل الزهرات
انتظر يا قلمي فقد شاءت الأقدار برؤية ملهم كل الأشعار
عذراً قلمي لم يحن وقت الرحيل .. فقد ذاب الجليد وأخذت في الإنصهار .