من فقه الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
في قصار هذه المعاني.. وبعض من وصاياه عليه السلام لهشام بن الحكم ووصفه للعقل
:
قال (عليه السلام): «قل الحقّ وان كان فيه هلاكك ... فان فيه نجاتك .. ودع الباطل وان كان فيه نجاتك ... فأنّ فيه هلاكك».
****************************
قال(عليه السلام): «ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ولا يتّهمه في قضائه».
****************************
قال(عليه السلام): « لاتذهب الحشمة بينك وبين أخيك ... وأبق منها .. فأن ذهابها ذهاب الحياء ».
****************************
قال(عليه السلام): « عونك للضعيف من أفضل الصدقة».
****************************
في شخص كتب اليه في دعاء يقول فيه: (الحمد لله منتهى علمه) فكتب له (عليه السلام) يقول «لاتقولن منتهى علمه ... فأنه ليس لعلمه منتهى... ولكن قل: منتهى رضاه ».
****************************
رجل سأله عن اليقين ... فقال(عليه السلام): « يتوكل على الله ...ويسلم لله... ويرضى بقضاء الله ... ويفوض الى الله».
****************************
****************************
قال(عليه السلام): « أداء الأمانة والصدق يجلبان الرزق ... والخيانة والكذب يجلبان الفقر والنفاق ».
****************************
قال(عليه السلام): « ماعال أمرؤٌ أقتصد... والتدبير نصف العيش... والتودد الى الناس نصف العقل ... وكثرة الهم تورث الهرم ... والعجلة هي الخرق ».
****************************
ياهشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى واعتزل اهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند ربه ، كان الله آنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة ومعزه في غير عشيرة.
****************************
ياهشام نصب الخلق لطاعة الله، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم. والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل يُعتقد. ولا علم إلا من عالم رباني، ومعرفة العالم بالعقل
:
أما في وصفه للعقل لهشام بن الحكم فقال عليه السلام
:
يا هشام !.. إنّ لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، يا بني !.. إنّ الدنيا بحرٌ عميقٌ قد غرق فيه عالمٌ كثيرٌ ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وجسرها الإيمان ، وشراعها التوكل ، وقيّمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكّانها الصبر
************
************
يا هشام !.. لو كان في يدك جوزةٌ وقال الناس : في يدك لؤلؤةٌ ، ما كان ينفعك وأنت تعلم أنّها جوزةٌ ، ولو كان في يدك لؤلؤةٌ وقال الناس : أنّها جوزةٌ ، ما ضرّك وأنت تعلم أنّها لؤلؤةٌ
************
************
يا هشام !.. مَن سلّط ثلاثاّ على ثلاث ، فكأنّما أعان هواه على هدم عقله : مَن أظلم نور فكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه ، فكأنّما أعان هواه على هدم عقله ، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه
************
************
يا هشام !.. كيف يزكو عند الله عملك ؟.. وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربّك ، وأطعت هواك على غلبة عقلك
************
************
يا هشام !.. الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل ، فمَن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند ربّه ، وكان أنسه في الوحشة ، وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزّه في غير عشيرة
************
************
يا هشام !.. إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيءٌ من الدنيا يغنيك.
************
************
يا هشام !.. لاتمنحوا الجهّال الحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
فكما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا
************
************
يا هشام !.. رحم الله مَن استحيا من الله حق الحياء : فحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وذكر الموت والبلى ، وعلم أنّ الجنّة محفوفة بالمكاره ، والنار محفوفة بالشهوات
************
************
يا هشام !.. إنّ كل الناس يبصر النجوم ، ولكن لا يهتدي بها إلا مَن يعرف مجاريها ومنازلها ، وكذلك أنتم تدرسون الحكمة ، ولكن لا يهتدي بها منكم إلا من عمل بها.
بحق أقول لكم : إنّ الناس في الحكمة رجلان : فرجلٌ أتقنها بقوله وصدّقها بفعله ، ورجلٌ أتقنها بقوله وضيّعها بسوء فعله ، فشتان بينهما ، فطوبى للعلماء بالفعل ، وويلٌ للعلماء بالقول.
************
************
يا هشام! إن المسيح (ع) قال لقومه يا قوم !.. زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثْواً على الركب ، فإنّ الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر.
************
************
يا هشام !.. مكتوبٌ في الإنجيل : طوبى للمتراحمين !.. أولئك هم المرحومون يوم القيامة ، طوبى للمصلحين بين الناس !.. أولئك هم المقرّبون يوم القيامة ، طوبى للمطهّرة قلوبهم !.. أولئك هم المتّقون يوم القيامة ، طوبى للمتواضعين في الدنيا !.. أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة.
************
************
يا هشام !.. تعلّم من العلم ما جهلت ، وعلّم الجاهل مما علمت ، وعظّم العالم لعلمه ودع منازعته ، وصغّر الجاهل لجهله ولا تطرده ولكن قرّبه وعلّمه.
************
************
يا هشام !.. اصبر على طاعة الله ، واصبر عن معاصي الله ، فإنما الدنيا ساعةٌ فما مضى منها فليس تجد له سرورا ولا حزناً ، وما لم يأت منها فليس تعرفه ، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها ، فكأنك قد اغتبطت أي إن صبرت فعن قريب تصير مغبوطاً في الأخرة.
************
************
يا هشام !..قال رسول الله (ص) : إذا رأيتم المؤمن صموتاً فادنوا منه فإنه يلقّى الحكمة ، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل ، والمنافق كثير الكلام قليل العمل.
************
************
يا هشام !.. إياك والكبر على أوليائي ، والإستطالة بعلمك فيمقتك الله ، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك ، وكن في الدنيا كساكن الدار ليست له ، إنما ينتظر الرحيل.
************
************
يا هشام !.. إياك ومخالطة الناس والأنس بهم ، إلا أن تجد منهم عاقلاً مأموناً فأنّس به واهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية .
************
************
وينبغي للعاقل إذا عمل عملاً أن يستحيي من الله ، إذ تفرّد له بالنعم أن يشارك في عمله أحداً غيره ، وإذا حزبك أمران لا تدري أيهما خيرٌ وأصوب ، فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه ، فإنّ كثير الثواب في مخالفة هواك ، وإياك أن تغلب الحكمة وتضعها في الجهالة .
************
************
يا هشام !.. مَن أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ، وما أُوتي عبدٌ علماً فازداد للدنيا حباً إلا ازداد من الله بعداً ، وازداد الله عليه غضباً
************
************
يا هشام !.. إنّ العاقل اللبيب مَن ترك ما لا طاقة له به ، وأكثر الصواب في خلاف الهوى .. ومَن طال أمله ساء عمله....
************
************
ياهشام الغضب مفتاح الشر، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقا، وإن خالطت الناس، فإن أستطعت أن لاتخالط أحداً منهم إلا من كانت يدك عليه العليا فأفعل.
************
************
يا هشام! عليك بالرفق، فأن الرفق يمن والخرق شوم، وإن الرفق والبر وحسن الخُلق يُعمر الديار ويزيد في الرزق.
المصدر _ تحف العقول عن آل الرسول (صل الله عليه وآله وسلم)
للشيخ الثقة الجليل الأقدم ابو محمد الحسن بن علي بن الحسين
بن شعبة الحران من اعلام القرن الرابع الهجري